42ـ ظهورات السيدة العذراء 09 12 2009 – عظات يوم الأربعاء فيديو – البابا شنودة الثالث

سؤال: ما هو رأي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول ما أُثير من أحداث حول ظهور العذراء مريم في الوراق، بمصر؟

الإجابة:

ها هو البيان الصادر من مطرانية الأقباط الأرثوذوكس بالجيزة يوم 15 ديسمبر 2009

في عهد قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث و حبرية نيافة الأنبا دوماديوس مطران الجيزة

تعلن مطرانية الجيزة أنه حدث ظهور وتجلى للسيدة العذراء في كنيستها بوراق الحضر التابعة للمطرانية، وذلك فجر يوم الجمعة الموافق 11-12-2009 الساعة الواحدة صباحًا. وهو ظهور كامل للسيدة العذراء وهي بملابسها النورانية فوق قبة الكنيسة الوسطى بالثوب الأبيض الناصع وتشد وسطها بحزام لونه ازرق ملوكي، وعلى رأسها تاج وفوق التاج صليب القبة. و صلبان الكنيسة يصدر منها أضواء باهرة، وقد رآها كل أهل المنطقة وهي تنتقل و تظهر على البوابة بين المنارتين.

وظل هذا الظهور من الساعة الواحدة صباحا حتى الساعة الرابعة فجر يوم الجمعة، كما رصدتها كل عدسات التصوير والموبايلات وتقاطر جماهير المنطقة والمناطق المجاورة والمارة وتجمَّع في هذا الوقت ما يقرب من 3 ألاف نسمة في الشارع أمام الكنيسة.

وتلى هذا الظهور كل يوم من بعد الثانية عشر حتى الصباح تجليات عبارة عن حمام يطير على فترات من الليل ونجم مضيء يظهر بسرعة ويسير في حدود مائتين متر ويختفي وسط تراتيل الجماهير الغفيرة المنتظرة لمسات السيدة العذراء.

و هذه بركة كبيرة للكنيسة ولكل شعب مصر. نفعنا الله جميعا بشفاعتها و صلواتها.

الأنبا ثيؤدوسيوس

أسقف عام الجيزة

 

وها هو نص ما قاله قداسة البابا شنودة في محاضرة يوم 23 سبتمبر 2009:

الأمر الذي يشغل الناس حاليًا: النور – الحمام – العذراء..

نحن نعيش في عالم مادي على الأرض، ولكن هناك عالم آخر فوقنا.. عالم آخر..

ذلك العالم الأخر نسميه “سكّان السماء”، ونسميه أيضًا: “عالم النور”

العالم الآخر كل ما فيه نور.. الله نفسه -تبارك اسمه- نورٌ لا يُدنى منه.. السيد المسيح من صفاته أنه نورٌ من نور.. والعذراء اسمها “أم النور”..

النور يشمل كل نفس بشرية أيضًا، من النفوس البارة التي صعدت إلى السماء.. فنحن من الممكن أن تأتي لنا زيارة من العالم الآخر، وتلك الزيارة تكون نور أيضًا..

لذلك، العذراء تظهر ككتلة نور أيضًا، ولكن لها ملامح.. والحمام الذي يظهر أيضًا يكون منيرًا، وليس حمامًا عاديًا من الذي يراه الناس.. والنور الذي يظهر يكون نور مُبهِر ورائع، غير الأنوار العادية..

فنحن نفرح إذا جاءت لنا رسالة من السماء لكي تفتقدنا..

الحمام:

من جهة الحمام، هناك أربعة أنواع من الحمام:

  1. الحمام العادي الذي نراه باستمرار، ومثاله الحمامة التي أطلقها أبونا نوح وأتت إليه بغصنٍ من الزيتون.
  2. وهناك الحمام الذي يرمز إلى الروح القدس أيضًا، كما ظهر في قصة العماد (عماد السيد المسيح)، ظهر على رأسه في هيئة حمامه.
  3. والحمام أيضًا يرمز إلى السيدة العذراء، فعندما نخرج من الهيكل -ككهنة- ونُبَخِّر لأيقونة السيدة العذراء، نقول لها: “السلام لكِ أيتها الحمامة الحسنة”، فهي صفة من صفاتها..
  4. والحمام يرمز إلى كل نفس بشرية بارة يسكنها الروح.. ومن أمثلتها ما ورد في سفر النشيد: “يا حمامتي.. يا كاملتي”.. من المُمكن أن تُطلَق على النفس البشرية، ومن الممكن أن تُطلَق على الكنيسة.

فمن الممكن أن العذراء تظهر في هيئة حمامة.. ماذا إذن على سرب الحمام الذي كانوا يرونه يسبح في السماء؟ من الممكن أن نقول عليها أنها الأنفس البشرية البارة التي تتبع العذراء وتُحيّيها في ظهورها..

كل ذلك أنواع من الحمام..

شهادة المسلمون والبروتستانت والكاثوليك:

المهم في ظهور العذراء أنه شهد له أولًا أخوتنا المسلمون.. والمسلمون يؤمنون ببتولية العذراء، وبقدسية العذراء، وبأن الله فضَّلها على نساء العالمين، كما ورد في القرآن. وأيضًا عندما ظهرت العذراء في الزيتون، كان أول مَنْ رآها بعض من أخوتنا المسلمين أيضًا.

إن المسلمون يحبون العذراء ويُمَجِّدونها، أكثر من بعض البروتستانت! ولا أقول أن البروتستانت أنكروا ظهور العذراء، فإن كان فَنْدٌ منهم له اتجاه خاص، فهذا لا يعني الجميع؛ لأني قرأت أيضًا شهادة راعي كنيسة قصر الدوبارة عن ظهور العذراء، وهو بروتستانتي.

هذا الظهور لا يستطيع أحد أن ينكره؛ إذ قد رآه عشرات الألوف من الناس.. فالذي يحاول أن ينكر بطريقة نظرية، ينسى الوضع العملي الذي رآه الناس بأعينهم، وهَلَّلوا له.. ونحن في الواقع أمس (22 ديسمبر 2009)، كان يأتينا من آن آخر تليفونات: “الحق ظهرت هنا.. الحق ظهرت هنا.. الحق ظهرت هنا”.. بشكل عجيب.. وأيضًا الكاثوليك يقولون أنهم رأوا هذا الظهور.. ونشكر أيضًا الفنان الإذاعي الأستاذ عمرو أديب، على برنامجه الذي خصَّصه للسيدة العذراء، وامتد ساعات في الليل، وروحه الطيبة..

الإيمان.. والتاريخ:

الرؤيا أيها الأخوة الأحباء تتعلَّق بالإيمان.. الشخص البسيط غير المُعَقَّد يستطيع أن يرى، أما المعقد فيمنعه تعقيده.. والإيمان من نوعين.. إنسان يؤمن فيرى، وإنسان يرى فيؤمن.. هذه أو تلك..

إن كان شخصٌ لا يؤمن بالعذراء، ولا بشفاعتها، فالعذراء أيضًا تمنعه من رؤيتها.. لأنه لا يستحق..

أما العذراء فهي حبيبة لنا، وحبيبة لمصر، وقد جاءت إلى مصر أثناء طفولة السيد المسيح، وقضت ثلاثة سنوات ونصف.. فهي تشتاق إلى مصر بين الحين والآخر..

وقد ظهرت في أماكن متعددة في أيامنا هذه، وله ظهورات سابقة لا يستطيع أحد ينكرها.. ظهور العذراء في الزيتون سنة 1968 (1968 أي من حوالي 41 سنة)، واستمر الظهور مدة طويلة، وراعَته الدولة، ودبَّرت الأماكن لمئات الآلاف من الناس الذي كانوا يحضرون من أماكن متعددة..

وظهرت العذراء في أسيوط، بأنوارٍ فائقة للطبيعة كانت فوق الكنيسة هناك.. وظهرت العذراء في بابا دبلو بالقاهرة..

وكل هذه الظهورات كُتِبَت عنها تقارير.. العذراء في الزيتون، صدر تقريرٌ من قداسة البابا كيرلس. والعذراء في بابادبلو، تكلَّم عنها نيافة الأنبا بيشوي في نفسه. والعذراء في الورّاق صدر عنها قرارٌ من مطرانية الجيزة، وشهد لها نيافة الأنبا ثيؤدوسيوس الأسقف العام.

ومهما قال البعض هنا وهناك، فإن شهادة الجماهير لا نستطيع أن نتجاهَلها.. لا تستطيع أن أيّة قوة أن تقول لجماهير: “أنتم لم تروا”!! إذن، فلماذا كانوا مُزدحمين هذا الازدحام الشديد؟!

إن كانت تزورنا قوّاتٌ مُنيرةٌ من السماء، فالعذراء بالأولى.

الكتاب المقدس.. والتاريخ:

ويقول أحدهم: لم يأتِ في الإنجيل شيءٌ عن ظهور العذراء..

الإنجيل تحدَّث عن الأمور التي في القرن الأول للمسيحية، الذي هو عصر الرسل الأطهار.. ولكن الباقي، تحدَّث عنه التاريخ.. وهناك أحداث كثيرة في التاريخ، وعجائب كثيرة في التاريخ، لم يتحدَّث عنها الإنجيل، لأنها أتت لاحِقة له..

فمثلًا أعجوبة جبل المقطم، لم يتحدث عنها الإنجيل، ولكن تحدَّث التاريخ..

فالذين ينكرون المعجزات والأعاجيب، إنما ينكرون الواقِع.. لأن ربنا في كل عصر يبعث لنا أعاجيب، ويبعث لنا معجزات، ويبعث لنا ظهورات ورؤى.. هذه هي طبيعة الله في تعاملاته مع البشر..

ونحن فخورون بأن العذراء أمنا، والعذراء بارَكَت أرضنا، ومازالت تُبارِكها..

ومن جهتنا، أنا بنفسي لم أذهب إلى أماكن لأرى، ولكن رأيت البرنامج الكبير الذي أظهرته قناة أغابي تحت عنوان “نبض الكنيسة”، وقابلني نيافة الأنبا ثيودوسيوس الأسقف العام بالجيزة، وقدَّم لي تقريرًا مطوّلًا، ومجموعة من الصور.. ومع ذلك لازلتُ في مرحلة دراسة وسألقي بيانًا رسميًا في خلال الأسبوع المقبل إن شاء الله..

أما أنتم، فاستمروا في فرحكم وتهليلكم وإيمانكم.