أسئلة متنوعة جزء 4 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

سؤال 1: عندما مات المسيح على الصليب هل أصطلح العدل مع الرحمة و حلت مشكلة الله ام أصطلح الله مع الانسان و حلت مشكلة الانسان؟

هذا السؤال هو من الشكوك الموجودة فى كتاب جورج حبيب فى أخر الكتاب الخاص بأثناسيوس الرسولى, فلا أريدكم ان تنقلوا تلك الشكوك و تقعوا فيها و أنتم طلبة أكليريكيين و قد جاوبت على هذا السؤال كثيرا. كلمة هل أصطلح العدل مع الرحمة نفس السؤال خطأ لانه لا توجد خصومة بين العدل و الرحمة حتى يصطلحوا مع بعض, لا يوجد فى صفات الله تناقض ولا يوجد تناقض بين العدل و الرحمة و كثيرا ما قلت لكم “أن عدل الله مملوء رحمة, رحمة الله مملوئة عدل. عدل الله عدل رحيم, رحمة الله رحمة عادلة” فأذا فكرة مصالحة العدل و الرحمة تجعل السؤال خطأ. لعل مصدر هذا السؤال الميمر الذى اسمه “العبد المملوك” عمله ناس على قدر مستواهم لكن به أخطاء لاهوتية كثيرة و مناقشة بين العدل و الرحمة كما لو كان العدل و الرحمة ضد بعض.

ثم يكمل هل حلت مشكلة الله!! تعبير غير مهذب نحو الله و هذا نوع من التجديف.

بالتأكيد هو أصطلح الله مع الانسان لان فى صليب السيد المسيح حصل صلحأ بين الله و الانسان و هذا الامر موجود فى “ولكن الكل من الله، الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا خدمة المصالحة. أي إن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعا فينا كلمة المصالحة. إذا نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله” كورنثوس الثانية 5: 18-20 و فى ” وأن يصالح به الكل لنفسه، عاملا الصلح بدم صليبه” كولوسى 1: 20 فحلت مشكلة الانسان.

سؤال 2: هل أخذ السيد المسيح جسدا قابلا للموت؟ اذا كان قد أخذ جسدا قابلا للموت فكيف يكون الله و أن كان جسده غير قابل للموت لانه الله فكيف يفتدى أجسادنا القابلة للموت؟ كيف أسلم للموت؟

أيضا من ضمن التشكيكات فى كتاب جورج حبيب و السؤال نفسه خطأ فهة يقول “ان كان جسده غير قابل للموت لانه الله ” اللاهوت لا يموت!! لكن الجسد ممكن ان يموت و عندما مات المسيح مات بالجسد و لم يموت باللاهوت “مات بالجسد اى ان الروح أفترقت عن الجسد لكن للاهوت لا يلحقه موت” هل المسيح أخذ جسدا قابلا للموت؟ طبعا والا لم يكن قد مات على الصليب, عندما نقول “مات المسيح عنا” فأخذ جسدا قابلا للموت لانه شابهنا فى الطبيعة البشرية و طبيعتنا البشرية قابلة للموت, فهو مات بالجسد من جهة الطبيعة البشرية ولكن لم يمت كالله.

سؤال 3: فى سر الافخارستيا هل نحن نتناول المسيح المصلوب ام المسيح المقام؟ ان كنا نتناول المسيح المصلوب فكيف نقول فى القداس عن الافخارستيا أسراره الالهية غير المائتة و ان كنا نتناول المسيح المقام  فكيف نسميها ذبيحة الافخارستيا؟

أيضا نفس السؤال من تشكيكات جورج حبيب و أيضا السؤال خطأ. مادام سر الافخارستيا نقول فيه “خذوا كلوا هذا هو جسدى … و خذوا أشربوا هذا هو دمى” اذا هو ذبيحة, لذلك نقول “هذا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله”. المسيح المصلوب هو المسيح المقام و ليس شخصين. نحن فى سر الافخارستيا نقول عن المسيح المصلوب و المقام. أما عبارة غير المائتة فهى تقال عن اللاهوت و ليس عن الناسوت.

سؤال 4: تعب المسيح و طلب الراحة و راح فى النوم و أستيقظ و الانسان يحتاج للراحة و النوم نتيجة الجهد و التعب و لولا النوم و الراحة لفقد الانسان قوته و أنهارت أعصابه , فهل الله يحتاج لاكل و شرب و نوم و من الذى يدير الكون أثناء نوم الله؟

المسيح أكل بالجسد و أستراح بالجسد و نام بالجسد و اللاهوت لا يأكل و لا يشرب و لا ينام, هو نوع من الخلط بحيث ما يقوم به الناسوت ينسبوه لللاهوت. اللاهوت لا ينام لكن الناسوت ينام و ان لا ينام لا يشابهنا فى الطبيعة البشرية وهو شابهنا فى كل شىء ماعدا الخطية, المسيح عند نومه بالجسد كان اللاهوت مالىء الدنيا و طبعا لا ينام. هناك فرق بين الاشياء التى تقال عن الناسوت و ما تقال عن اللاهوت. يقول فى اخر السؤال “مع ايماننا بالطبيعة الواحدة التى لا تفصل اللاهوت عن الناسوت” صحيح ان اللاهوت لا ينفصل عن الناسوت لكن لا نقدر ان نقول انه أكل باللاهوت ولا شرب باللاهوت هما غير منفصلين لكن الاكل بلا شك ينسب للناسوت.

سؤال 5: فى كتاب قداستكم عن الهدوء و بالتحديد فى الفصل الرابع تحت بند “كيف نحصل على الهدوء” تقولون “ان الطبيعة الهادئة تنقل هدوئها الى النفس و هدوء الطبيعة يساعد على هدوء الطبع و نتذكر ان السيد المسيح كان يأخذ تلاميذه الى موضع خلاء …” ليت البعض يدرس موضوع الطبيعة و علاقة السيد المسيح بها و هل تأذن لضعفى بأخذ موافقة قداستك على دراسة علاقة السيد المسيح بالطبيعة؟

علاقة السيد المسيح بالطبيعة ستجدوه بحث محدود, فاذا خذوا هدوء الطبيعة فى الكتاب المقدس كله بالنسبة للسيد المسيح و بالنسبة للانبياء و الرسل و بالنسبة للبشر عموما, اذا أردتم ان تكبروا البحث ممكن الهدوء للقديسين. أستحسن ان يكون عن الكتاب كله و ليس عن السيد المسيح فقط.

سؤال 6: طبيب ذهب له أحد الاباء الرهبان و قال له انت معمولك عمل و العمل عن طريق رش مياة سفلية و الماء من عمل الشيطان و هذا العمل تسبب فى رسوبك عدة مرات و جعلك لا تتزوج؟

لو سمحتوا للهولاء الناس ان يضحكوا عليكم ممكن ان يلعبوا بكم. نحن لا نؤمن بهذا الكلام و نصيحتى لكم لا تدخلوا اى راهب الى بيوتكم. شكاوى كثيرة جدا تأتى لى أن ناس يأتى لهم اى واحد راهب لا يعرفوه منين ولا أصله و يدخلوه البيت و يقيم عندهم ثم تحصل مصائب. ليش أى شخص تدخلوه بيوتكم ولا اى شخص تسمعوا له و ليس كل من يلبس جلابية سودة يكون مندوب الله على الارض. الرهبان المعروفين فى الكنيسة و لهم مكانتهم و الكنيسة أعطتهم هذا السلطان او الحل ان يصلوا و يقودوا الشعب و يزورون الشعب هم فقط من يدخل بيوتكم و حتى هولاء لا يباتوا فى بيوتكم. الراهب الذى يبات خارج بيته يكون لا يسير باستقامة برهبنته (خارج بيته تعنى خارج الدير او مقر الدير او البطرخانة او المطرانية او ما يليق بالرهبان لكن ليس ان يبات عند عائلات و غير موجودة بالبستان ولا خارج البستان). الراهب فى القصة كيف عرف انه مربوط؟! هل اى كلمة تقال لكم تصدقونها!!

سؤال 7: يعترض البعض على تؤيد الكنيسة عقوبة الاعدام فى بعض الحالات على أساس ان السيد المسيح لغى العقوبة مثلما حدث مع المراة التى ضبطت فى ذات الفعل و لم يأمر برجمها؟

السيد المسيح لم يلغى اطلاقا عقوبة الاعدام, عقوبة الاعدام موجودة فى “سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه” تكوين 9: 6 و موجودة فى ” نفس بنفس. عين بعين. سن بسن. يد بيد. رجل برجل” تثنية 19: 21 و من جهة السيد المسيح عندما ضرب بطرس أذن العبد قال له ” فقال له يسوع: «رد سيفك إلى مكانه. لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون” متى 26: 52 بالسيف يهلكون هى عقوبة أعدام و الكتاب المقدس فى العهد الجديد يقول ” لأنه لا يحمل السيف عبثا، إذ هو خادم الله، منتقم للغضب من الذي يفعل الشر” رومية 13: 4 المقصود هنا الملك اذا رئيس الدولة من حقه و الدولة فى أنظمتها و أجهزتها من حقها ان تستخدم السيف فى العقوبات اللائقة بذلك. أما قصة عدم رجم الزانية فليس كل شىء السيد المسيح جعل عقوبتها الموت فى العهد الجديد لكن لم تلغى العقوبة نهائيا و خصوصا ان الاشخاص الذين أتهموا المراة كانو هم أيضا خطاة و المسيح عارف خطاياهم و قال لهم ” من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر” يوحنا 8: 7 فهنا ليست قاعدة عامة والا يصبح لا يوجد أعدام لاى سبب ولا القاتل يعدم لوحدث هذا تسود الفوضى, الناس تخاف من القتل لان القاتل بيقتل و على الرغم من ذلك توجد جرائم فما بالك اذا كان لا يقتل؟ من حق الدولة ان تحكم بالاعدام و لكن ليس لكل سبب.

سؤال 8: قيل فى ” لا تصنع لك تمثالا منحوتا، ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض” خروج 20: 4 و فى تثنية 5: 8 فلماذا نجد الصور و الايقونات فى الكنائس الارثوذكسية؟ لماذا يقوم الكاهن برفع بخور أمامها و التبارك منها باللمس و التقبيل اليس هذه الظاهرة عبادة؟

لا نسجد لهم ولا نعبدهم, هناك فرق بين الاكرام و بين العبادة فنحن نكرم الايقونات بمعنى اننا نكرم أصحابها. عندما نكرم أيقونة مارجرجس مثلا لا يكرم القماش او الخشب او الحجر المصنوعة منه انما يكرم القديس مارجرجس نفسه ولا يعبدها. الكتاب منع هذا على أعتبار لا تسجد لهن ولا تعبدها. ممكن الرجوع الخاص بهذه الوصية من كتاب أصدرته “الوصايا العشر الجزء الاول”.

سؤال 9: هل لالخدمة الشماسية لها علاقة بخدمة التعليم و فى أى الرتب الشماسية؟ أن كان شخص محروم من خدمة التعليم فهل يعنى هذا انه محروم من الخدمة الشماسية؟ أن كان الاسقف هو من يمنح الرتبة الشماسية فهل من سلطة الكاهن الحرمان من هذه الرتبة؟

الرتبة الشماسية يمكن لها التعليم أيضا, حتى الاغنسطس “القارىء” فى طقس رسامته نقول للتعليم. القديس أسطفانوس أول الشمامسة  و أول الشهداء كان يعلم و وقف امام ثلاثة مجامع ولم يستطيعوا ان يقاوموا القوة ولا الروح التى يتكلم بها. ممكن للرتبة الشموسية ان تكون فى التعليم او فى الخدمة الاجتماعية فقط حسب مواهب الشماس و حسب ما تعهد له الكنيسة من مسئوليات.

أذا كان الشخص محروم من خدمة التعليم لابد ان نعلم سبب حرمانه الاول, فلو كان يتبع بفكره بدع و هرطقات بالتالى لا يقف يخدم فى المذبح و هو له ذلك الفكر.

السؤال عن سلطة الكاهن بالحرمان يحتاج الى توضيح ان الكاهن ليس من سلطة الحرمان من الرتبة لكن يمكن له المنع من ممارستها مع بقائه فى الرتبة, مثل كاهن موقوف لم يشلح و يحرم من الدرجة انما منع من ممارستها و أصبح موقوف. الشماش الذى يمنعه الكاهن من خدمة المذبح نوع من منع ممارسة الخدمة و ليس الشلح من الرتبة. الذى يشلح من الرتبة الاسقف طبعا.

سؤال 10: نؤمن ان السيد المسيح هو الله, ذكر فى الكتاب المقدس انه سئل أسئلة كى يحصل على معلوما, ففى معجزة أقامة لعازر قال ” أين وضعتموه؟” يوحنا 11: 34 وفى معجزة أشباع الجموع قال ” كم عندكم من الخبز؟” متى 15: 34 و فى مرقس 8: 5 و فى معجزة المراة التى مست ثوبه قال ” فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه، وقال: من لمس ثيابي؟” مرقس 5: 30 و فسر البعض ان المسيح كأنسان لم يكن عارفا بكل شىء لان المعرفة بكل شىء لم تكن من صفات البشر لكن من صفات الله. لذلك المسيح كأنسان سئل أسئلة ليحصل على أجابات ليسلك بمقتضاها. هل هذا التفسير صحيح؟

طبعا كلمة لكى يحصل على معلومات هذه خطأ, نقطة اخرى تناسيتها ان لاهوته لم يفارق ناسوته فكيف انه لا يعرف كل شىء؟!! بالطبع هذا التفسير ليس صحيح لماذا؟ أولا السؤال ليس معناه عدم المعرفة لكن ممكن ان تسئل سؤال ليشرح الموجودين ما بداخلهم, فالمسيح قال للتلاميذ ” وأنتم، من تقولون إني أنا؟” متى 16: 15 و فى مرقس 8: 29 و فى لوقا 9: 20 فهنا لا يعنى عدم معرفته بما يقولونه عنه بل يريدهم ان يعبروا عما بقلوبهم ليبنى عليه التعليم السليم وهذا لم يحدث من المسيح فقط و لكن من الله الاب نفسه فى ” فقال الرب لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة” تكوين 18: 13 و فى ” وقال الرب: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت جدا. أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إلي، وإلا فأعلم” تكوين 18: 20-21 فهل الله لا يعلم؟!! فى الاية الثانية يريد ان يقول لنرى هؤلاء الناس مضبوطين فى ذات الفعل و بالاية الاولى ليؤكد لابراهيم انه كاشف كل شىء و ليس كمن يسأل وهو لا يعرف. فالمسيح عندما يقول من لمسنى يريد المراة تخرج و تعلن عما حصل لها, فأسئلة المسيح ليست بمعنى عدم معرفته لكن ليكشف الناس عما بداخلهم و يوضحوا موقفهم فيعلق على هذا الامر. لان من كان يعرف اين روح لعازر هل لا يعرف اين مكان قبره؟؟!! عندما قال كم من الخبز لديكم ليعلن كم المتاح البسيط من الطعام و كيف سيصنع المعجزة, لانه لو لم يسأل هذا السؤال و التلاميذ قدموا الاكل فقط كان الناس ستعتقد ان كان لهم من البداية كم هذا الطعام من البداية.

سؤال 11: هل هناك غفران للخطايا فى العالم الاخر؟

لا يوجد لان السيد المسيح تكلم كثيرا عن الذين يموتون فى خطاياهم, مادام الانسان مات فى خطيته اذا لا توجد مغفرة بعد ذلك. فقد قال ” قال لهم يسوع أيضا : أنا أمضي وستطلبونني ، وتموتون في خطيتكم . حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود : ألعله يقتل نفسه حتى يقول : حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال لهم : أنتم من أسفل ، أما أنا فمن فوق . أنتم من هذا العالم ، أما أنا فلست من هذا العالم. فقلت لكم : إنكم تموتون في خطاياكم ، لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم” يوحنا 8: 21-24 فتكررت هنا الموت فى الخطية ثلاثة مرات و يظهر ان من يموت فى خطاياه انتهى, لانه لو هناك فرصة له ما قال المسيح الموت فى الخطية و أكدها بأن قال حيثما أمضى لا تقدرون انتم ان تأتوا فلو كان لم مات فرصة للتوبة لما قال لهم لا تقدروا ان تأتوا.

سؤال 12: نحن نؤمن ان السيد المسيح هو الله و الله غير محدود ولا يحده مكان. فهل كان السيد المسيح غير محدود؟

طبعا و موجود فى كل مكان وأفضل توضيح لهذا عندما السيد المسيح قال ” وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء” يوحنا 3: 13 فابن الانسان هو فى السماء فى الوقت الذى يتكلم مع نيقوديموس على الارض. فهو بلاهوته موجود فى كل مكان و بالناسوت موجود فى أماكن محددة.

سؤال 13: قال أحد المتكلمين بالكنيسة يوم الجمعة العظيمة فى العظة عن قول اللص اليمين ” اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك” لوقا 23: 42 قال ان اللص قال للمسيح اذا جئت انت فى ملكوتك تذكرنى أى ان المسيح لم يكن فى ملكوته؟

السيد المسيح ملك على خشبة و أول ما أسلم الروح أستلم هذا الملك لان قبل هذا كان يقول عن الشيطان ” الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا” يوحنا 12: 31 و فى ” لأن رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء” يوحنا 14: 30 و فى ” رئيس هذا العالم قد دين” يوحنا 16: 11 و عندما سقط الانسان فى الخطية ملكت الخطية على العالم منذ أدم, فلما تم الخلاص تم الملكوت لان مادام اصبح الناس خالصين يكون ملكوت الله قد بدأ. لكن كلمة اذا جئت تحمل أحتمال المجىء او عدم المجىء فكيف يذكره فى وجود احتمال عدم مجيئه فى ملكوته؟ لكن متى تعنى بعد سداده لثمن الخطية عن العالم ان يذكره.

سؤال 14: الكنيسة تطلق كلمة لاهوت على كثير من فروع علم اللاهوت فى اللاهوت العقيدى و لاهوت المسيح يبحث فى جوهر الله و أقانيمه و طبيعته لكن لماذا نطلق كلمة لاهوت على الطقوس و على الرعاية و على الادبى و على الروحى؟

الكلية كلها تسمى كلية لاهوتية و المعاهد تسمى معاهد لاهوتية لانها تبحث ما يختص بالله, نحن عندما نقول اللاهوت الرعوى او اللاهوت الروحى نقصد الروحيات المبنية على كلام الله و الرعاية المبنية على كلام الله لان ممكن رعاية ليس لها علاقة بالكتاب المقدس فلا تكون لاهوت رعوى و ممكن روحيات ليست مبنية على الكتاب المقدس غير مبنية على كلام الله فلا تكون لاهوت روحى, لان الرواقيين كان لديهم كثير من الاخلاقيات و الروحيات و كثير من الفلاسفة كان لديهم كثير من الاخلاقيات و الروحيات و الرعاية موجودة فى كل مكان و ممكن أنسان غير مسيحى يتكلم عن الرعاية لكن عندما نقول اللاهوت الرعوى يعنى الرعاية المبنية على كلام الله اى على تعليم من الله فتكون رعاية من اللاهوت. عندما نقول كلية لاهوتية تكون كلية تعلم ما يختص بالله ” Theology” من الكلمة اليونانية Theologia اى لاهوت و Theos  تعنى الله  و logia تعنى الكلام اى تصبح الكلام عن الله او الكلام الخاص بالله. عندما نقول اللاهوت الطقسى نقصد الطقوس المبنية على كلام الله لان هناك طقوس موجودة فى العالم الوثنى فكان لهم طقوس و ترتيبات و كل شىء لكن لا تسمى لاهوت طقسى بل طقوس وثنية.

سؤال 14: يقولون مردات فى القداس الالهى ولا يوجد لها سند كنسى واضح بالخولاجى المقدس, مثل بدلا من أن يقول و بتحول هذا الخبز الى جسدك المقدس يارب و بتحول هذا الخمر الى دمك الكريم يارب يقول بتحول عصير الكرمة الى دمك المقدس؟

هذا نوع من الاعتداد بالذات و فرض المفهوم الشخصى على الكنيسة كلها و من يقول هذا مخطىء. نحن نقول ” وهكذا الكأس أيضا، بعد العشاء، مزجها من خمر وماء” و ” أعطيتني إصعاد جسدك بخبز وخمر” فتريد ان تقول نتيجة عصير الكرمة لتتخلص من كلمة خمر!! لا هى خمر فهل ننكر؟ ليس من حق اى شماس ان يقول اى كلام من عنده او يفرض مفهومه الخاص على الشعب و يقف كمعلم فى الكنيسة و مغير للطقس الكنسى, التعليم من أختصاص المجمع المقدس.

سؤال 15: فى أجتماع أعدادى مشترك هل يمكن ان تشارك الفتاة فى قرأة بعض قطع الاجبية؟

بلاش. المراة كل ما تدفعوها للامام ستدفعكم للخلف, تريد بنت تقف تقول ” لكل إثم بحرص ونشاط فعلت” فغالبية الصلوات بالاجبية اعتراف بالخطايا. البنات يحضروا الصلاو لكن لا يتكلموا لوحدهم, أقصى ما يمكن ان يشتركوت مع الرجال فى الصلاة بحيث صوتهم لا يكون واضح يطغى على الرجال مثل الخورس كله له صوت واحد و لا يوجد به صوت مميز.

القديس أثناسيوس 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

التجسد الالهى بحسب القديس أثناسيوس

كان القديس أثناسيوس هو أول أسقف و أول لاهوتى كتب بحث روحى و لاهوتى عن التجسد الالهى. بعد سنوات قليلة بعد أختياره للبطريركية أول ما وجد وقت و هدوء للكتابة من أجل الكتابة ألف بحث يخص التعليم المسيحى عن تجسد الله, بعد القديس أثناسيوس كتب العديد من الاساقفة من الشرق و الغرب  كتبوا عن نفس الموضوع و لكن كل الذى فعلوه هو تكرار كلامه او أكدوا بعض تعليمة فهو الاب المؤسس لكل التقليد اللاهوتى على الخلاص الالهى المؤسس على تجسد الله. عندما أثناسيوس أصبح أسقف عام 328 كانت كنيسة الاسكندرية مازالت تقاسى من أثار الاضطهاد المرعب الذى بدأ  من سنة 302 حتى 313 , قبل ما الاسقف بطرس الاول –البابا بطرس خاتم الشهداء- يستشهد عام 312 كان هناك بدعة تقصد عدد كبير من القسوس و من الاساقفة عن البابا بالاسكندرية, كانت بدعة ملاتيوس أسقف أسيوط الذى لم يستطيع المجمع المسكونى المنعقد فى نيقية سنة 325  ان يحل المشكلة. عندما البابا الكسندروس تنيح عام فى أبريل 328 كان تقريبا نصف الاكليروس وقعوا فى تلك البدعة فى مدينة الاسكندرية نفسها و كثير من مدن و قرى وادى النيل و من ضمن ذلك بعض الاديرة بالصحراء و تدمير أخر شديد حدث فى الاضطهاد العظيم منذ عام 302 حتى 313 كان تدمير داخلى للمدرسة المسيحية بالاسكندرية. كان أساقفة السكندرىة ايدوا و شجعوا ايجاد معهد للتعليم المسيحى منذ بداية الكنيسة. مدرسة الاسكندرية نشطت كمركز للتعليم و الثقافة العالية للتعليم المسيحى. كانت تسمى فى اللغة اليونانية  Didascalia و لكن الاضطهاد فى عصر الامبراطور دقلديانوس و مكسميانوس خربوا النظام التعليمى للمدرسة الجيل المتعلم قبل الاضطهاد لم يحل مكانه جيل اصغر منه مما صنع نقص فى الحيوية التعليمية ونقص القيادة فى كنيسة الاسكندرية مما فتح فرصة للحركة الاريوسية.القديس أثناسيوس كان صغير جدا لما بدأت مشكلة أريوس و كان رجل كاملا من جيل القرن الرابع ليشعر بمشكلة الفكر الاريوسى, أريوس كان مازال ينشر فكره فى الاسلوب الخاص بالقرن الثالث و عرف سلف أثناسيوس البابا الكسندروس الذى كان هو ايضا رجل لاهوت و متعلم بالتمام بروح القرن الثالث ايضا و عندما أثناسيوس صار أسقفا للاسكندرية كان بالكاد عمره 30 سنة فى الغالب كان يقل بضعة شهور حتى يصل للسن القانونى للاسقفية لذلك الكبتدعون ملاتيوس و الثلاثة أساقفة التابعين له أحتجوا على أختيار البابا أثناسيوس بانه غير شرعى لعدم وصوله للسن القانونى. كان البابا أثناسيوس فى العشرينات من العمر بينما بدا الصراع بين  البابا الكسندروس وهو فى الخمسينات من عمره و أريوس, نحن نسمع عن طريق مصادر غير مباشرة أن الشماس الصغير أثناسيوس صاحب البابا الكسندروس أسقفه فى صيف سنة 325 الى المجمع المسكونى –مجمع نيقية- أثناسيوس نفسه لم يذكر ذلك الامر حتى عندما كتب دفاعة كاملا فى صالح قرارت مجمع نيقية حوالى سنة 350 من أجل هذا السن الصغير أثناسيوس كان مهتم بمجمع نيقية كحدث تاريخى مهد للمستقبل الجديد للكنيسة هو مارس التغيير الذى حدث كنتيجة للسلام والحرية التى أعطيت للمجتمع المسيحى و الفضل يرجع للحماية الامبراطورية. أكتشف العدد الكبير من الرجال و النساء كانوا متحمسين لنوال سر المعمودية قبل أن يصبح أسقف كان فى علاقة قريبة للرهبان بالصحراء و قد فهم ان القوى الدينامكية السرية الموجودة فى الحياة الرهبانية مع الطاقة الموجودة فى جيل الشباب من المسيحيين فى مدينة كبيرة كالاسكندرية عليهم ان يتحدوا معا حتى يجددوا الحياة المسيحية. وهو وجد نفسه فى مثل هذا التجديد لم صار أسقفا وكرس 45 سنة من عمر خدمته الروحية فى الاسقفية لكى يصل لغرضه الرسولى . كتابه التجسد الذى كتبه فى سنة 335 اى بعد 7 سنين من أختياره كبطريرك يقدم لنا لحظة استراتيجية فى مجرى حياته الاسقفية و كتابته لهذا الكتاب من ناحية أخرى يظهر لنا ان هذا الاسقف الصغير لم تحطمه الواجبات الادارية ولا القوى الكنسية عن التأمل فى الكتاب المقدس. لان البحث الذى عمله عن تجسد الكلمة الالهية يظهر انه مؤسس كليا على تأمل عميق فى الكتاب المقدس هو موضوع لاهوتى يدل على الصلاة التأملية العميقة و بذلك يكتشف المعنى الحقيقى للعهد الجديد فى قمة خبرته الخاصة عن الكنيسة و من ناحية أخرى أثناسيوس اول كتاب 337 كان احسن تفاعل أعطاه لزملائه اللاهوتيين من جهة بدعة ملاتيوس و الاريوسيين لم يكن كتاب عنيف فى تعابيره فى الدفاع بل على العكس بطريقة هادئة أظهر أثناسيوس كيف ان الاله المتجسد كان مصدرا للوحدة و التجانس و الفرح لكل جسم الكنيسة و ضد الهراطقة الملاتيين –اتباع ملاتيوس- هذا البحث عن التجسد الالهى أظهر الطبيعة الحقيقية عن عطية الخلاص فلما صار الله أنسان غير حاله كل الطبيعة البشرية, الظهور الالهى فى روايات الانجيل كان فريد و رائع فى نوعه حتى ان غالبية المؤمنين جذبوا بواسطة الانجيل قدروا يختبروا هذ التحول فى نفس شخصيتهم لم يحصل اى انقسام فى هؤلاء المؤمنين لكى يقاوموا القوة الالهية للوحدة والقيامة التى أعطيت لهم من خلال الكلمة المتجسد, من جهة الاريوسيين هذا الكتاب عن التجسد استطاع ان يقدم دليلا حاسما ضد الاريوسيين بعض النقاد أسسوا رايهم ان كتاب تجسد الكلمة قد كتب قبل اشتعال الحركة الاريوسية لانه فى هذا الكتاب لا اريوس ولا بدعته ذكروا فى الكتاب, لكن اذا كان الصراع بين أريوس و اسقفه البابا الكسندروس بدا حوالى سنة 318 و اذا كان أثناسيوس قد ولد فى عام 300 بهذا الشكل يكون هو اصغر جدا من ان يكتب. فى هذا البحث اذا كان صمتت من جهة أريوس لا يعنى هذا ان الهرطقة الاريوسية لم تكن بدأت بالعكس لم يوجد رد مقنع على الهرطقة الاريوسية أكثر مما وجد فى هذا الكتاب. ليس فقط ان كلمة الله –اللوغوس- كما قدمه أثناسيوس فى ملىء لاهوته لكن هو قدمه ايضا كمخلص العالم. أريوس قال ان الاب هو مصدر الابن و لذلك هو سابق للابن و  الابن له بداية و الاب بدون بداية و مادام ان الابن له بداية و الاب بلا بداية اذا الاب له طبيعة مختلفة عن طبيعة الابن, اذا كان الابن مولود اذا بطريقة ما كان مخلوق هكذا قال أريوس طبقا للاية “الرب قناني أول طريقه” أمثال 8: 22 و قام أثناسيوس بالرد عليه و ضد مثل هذا التفكير اللاهوتى الاريوسى بحث أثناسيوس عن التجسد قدم مفهوما صحيحا عن اللاهوت المسيحى أولا لازم نكتشف هذا التجسد الالهى ثم نعمل صيغة للايمان فى الثالوث الالهى او فى اللاهوت للابن, لا يوجد اى حديث مسيحى عن الله اذا لم يكن يبدا من التأمل فى قصص الانجيل عن المسيح والا نكون نبحث الله حسب فكرالفلاسفة الوثنيين و غير المسيحيين يؤمنوا به, اذا ادعيت انك لاهوتى بالكنيسة لابد ان تبدا بموضوع تجسد الابن قبل تقديم اى شىء عن أبدية الابن بالاصرار على هذا الاسلوب فى التفكير اللاهوتى الصغيرأثناسيوس وضع صيغة لاهوتية أصبحت هى الطريقة الكلاسيكية منذ القرن الرابع. يرجع الفضل للقديس أثناسيوس أن اللاهوت المسيحى لم يبقى فى النظام الثقافى الذى كان معروف فى القرن الثالث بوجه خاص فى التقليد الخاص بالاسكندرية كان العبقرى العظيو أوريجانوس الذى مدحه أثناسيوس كثيرا فى كتابته قد أسس مدرسة علمية من أعلى طراز و مستوى. البابا ديونيسيوس رقم 14 بكنيستنا كان منتصف القرن الثالث متعلما من نفس المستوى لاوريجانوس و أيضا خليفة البابا بطرس خاتم الشهداء –البابا ارشيلاوس- الذى سمح لاريوس بالعودة لوظيفة الكهنوت –رغم تحذير البابا بطرس قبل أستشهاده له و للبابا الكسندروس من قبول أريوس بالكهنوت بعد حرمانه له- كان تلميذ سابق لاوريجانوس استمر على الكرسى 6 شهور فقط و البابا الكسندروس الذى سبق البابا أثناسيوس كان ما يزال يفكر بنفس الاسلوب التقليد لمدرسة الاسكندرية و بأختصار لاجل هذا السبب الكسندروس وجد نفسه فى حوار بلا نتيجة مع أريوس كلاهما كانا يفكران بنفس الطريقة النظرية المعروفة بالقرن الثالث فى تقليد مدرسة الاسكندرية بالنسبة لهم كانت حقيقة واضحة ان بالنسبة لربنا لازم يتأكدوا من اللاهوت قبل بحثهم سر الخلاص المسيحى لم يصلوا لاى نتيجة و رفضوا كل منهما لرأى الاخر حتى أن نفس القرارات الحازمة لمجمع نيقية التى تؤيد تعليم البابا الكسندروس و معارضة للاريوسية لم تستطيع ان توجد سلام و انسجاما مع الكنائس الداخلة فى هذا الصراع فقط أثناسيوس هو الذى فتح مجال لها بتعليمه عن التجسد الخلاصى و لكن ماذا يعنى التجسد الالهى للقديس أثناسيوس هو يعنى اولا ان الله جاء بنفسه الى حالتنا او طبيعتنا لكى يعلمنا كل ما يمكن ان يساعدنا لفهم كل ما يمكن ان يفهم من جهته ومن جهة الخلاص الالهى ليس عقلنا نحن الذى يجعل اللاهوت ممكن فى التعريف المسيحى بالنسبة لنا لكن هو مجرد الكشف الالهى فى المسيح ,غير المسيحيين من اللاهوتيين لا يقدروا ان يدخلوا التعليم السفسطائى لهم عن الله لكنهم لا يمكن ان يشكوا فى الكشف الالهى ان المسيحيين المؤمنين يختبروه فى الاناجيل التجسد الالهى اصبح بالنسبة لاثناسيوس هوكشف جديد او رؤية جديدة معلنة له من الله. بالنسبة للمؤمنين بالقصة الالهية الموجودة فى الانجيل يقدروا يروا بانفسهم كيف ان الكلمة المتجسد أنسان متجسد و يقدروا يلمسوا جسده و يسمعوا صوته عن الحق الابدى أى شخص يجذب اليه بواسطته شخصيته البشرية ثم يقدر ان يسمع الرسالة الخاصة به و بالايمان يستطيع ان يتحقق فى شخصية المسيح الموجود و فى معجزاته انه هو الله و قد صار انسان و بواسطة هذه الخدمة و التأمل فى قصص الانجيل تجسد الله مختبر داخل الكنيسة لان الكنيسة فى مجموعتها هى مجموعة الذين يؤمنون بالانجيل و شخصيتهم تتصلح بقصة الانجيل فى الكنيسة الانجيل أعلن الان و الكشف الموجود فى الانجيل أصبح ممكن الان و الكنيسة تفتح باستمرار تقدما جديدا الى الخبرة العملية الحقيقية عن التجسد الالهى كما هى معلنة فى الانجيل القديس أثناسيوس هو أب للتعليم عن التجسد الالهى هذا التعليم الذى فى نفس الوقت أصبح عقيدة فى الكنيسة بالنسبة له الكنيسة تقدر فى كل الازمنة و كل مكان انها تمارس عن طريق الحس أيضا الاعلان عن تجسد الكلمة لان الكنيسة بتعلن الانجيل و الكشف او الرؤيا اللى فيه عن طريق الاسرار و الصلاة الطقسية و القداسات و حياة المؤمنين فى رسائله الفصحية الى كتبها القديس أثناسيوس كل سنة لتعيين تاريخ الصوم الكبير و عيد القيامة – طبقا لقرار مجمع نيقية- كان يؤكد تعليمه عن التجسد فى ضوء الحياة العامة للكنيسة هو كان يفسر مقاساته و الامه و مقاساة الكنيسة و مجمعها كله كأختبار حى عن الم المسيح و موته و كان يتكلم عن افراح القيامة و احتفالاتها كأكتشاف حاضر لنا من الله المتجسد و حياته المخلصة و عطايانا المقدمة لنا . أن الرسائل الفصحية عندنا كثير منها القيت او كتبت من سنة 328 الى 373 و هكذا نرى كيف ان القديس أثناسيوس فى هذه الرسائل الفصحيةة كان يؤكد على العقيدة عن التجسد الالهى و حقيقتها الواقعية فى الكنيسة خلال 45 سنة من خدمته الاسقفية, كتابه عن التجسد كتب بواسطة هذا الاسقف الصغير سنة 335 و كتابه الكبير ضد الاريوسيين كتبه سنة 339 اى بعد 4 سنوات بعد كتابه الاول و كتاباته فى كتاب ضد الاريوسيين تثبت لنا عمق فكر القديس أثناسيوس كيف كان فهمه عن التجسد الالهى حينما يكتب أثناسيوس عن السر الالهى للاب و الابن وحينما يناقش حدود و مشاكل المعرفة الخاصة بنا عن الوجود الازلى للابن فهذا المعرف لكتاب ضد الاريوسيين يظهر ايضا و ايضا اننا نستطيع فقط ان نصل الى نهاية تفكيرنا فى هذا الموضوع و الفضل يرجع الى الكشف الموجود بالاناجيل بالحقيقة نحن لا نستطيع ان نقول باى كلام مسيحى عن ربنا الا من خلال الكشف من خلال الكلمة المتجسد قبل ان أختم هذا البحث أحب ان اضيف بعض الملاحظات من جهة تفسير القديس أثناسيوس للكتب المقدسة و بعض الملاحظات الاخرى عن حياته كأسقف

أولا بخصوص تفسير القديس أثناسيوس للكتاب المقدس قد لوحظ كثيرين من النقاد ان تفسير القديس أثناسيوس يختلف عن تفسير الكتاب بواسطة أوريجانوس او القديس كيرلس السكندرى, ان أوريجانوس او القديس كيرلس السكندرى كانا يستخدموا الطريقة الرمزية و القديس أثناسيوس لم يستخدمها فكانا بالنسبة للعهد القديم او حتى بالنسبة للاسماء الموجودة بالكتاب و القصص الموجودة بالكتاب كانا يقدموا صورة مقدمة عن الفضائل المسيحية وعن الحياة المسيحية و كانا ايضا يفسروا العهد الجديد فى رحلتنا او مسيرتنا الروحية بواسطة نموذج نفسى فى أذهانهم بينما القديس أثناسيوس لمن يستخدم التفسير الرمزى لان تفسيره فى تفسير الكتاب كان نابع من تجسد الكلمة فقد يستخدم كل الكتاب لكى يشرح بطريقة مباشرة الخبرة من جهة التجسد الالهى فى الكنيسة ايامه اى كيف تختبر و تعيش الكنيسة التجسد الالهى فى ايامه هو كان رجل واقعى و ليس رمزى فى تشخيص الشخصيات الموجودة بالكتاب و الحوادث فى الحياة الحاضرة للكنيسة هو لا يهمه الناحية النفسية للشخص المؤمن لكن يهمه كيف ان شخصية المسيح داخلة فى حياته فقط الكنيسة هى التى تستطيع ان تعطى احتمالا انها تعلن وجود حقيقى لسر التجسد الالهى.

ثانيا و اخيرا احب ان اقول شيئا عن أثناسيوس فى ضوء تعليمه عن التجسد هو التعليم الخاص به كان يقويه التأمل فى الكتاب من ناحية شخصية فكان يحفظ عن ظهر قلب كلام الكتاب المقدس كما لو كان راهبا و كان يعرف المزامير أيضا كلها و يحفظها عن ظهر قلب حتى لو انه نفسه لم يكن راهب و لكن من الاشياء التى تستدعى الانتباه جدا ان نلاحظ كيف ان القديس أثناسيوس لم يعرف الكتب المقدسة ولا التأمل فيها  كشخص يونانى بل كمصرى لم يجذبه التفسيرات الرمزية الموجودة عند اليونان ولا عند الاسكندريين لانه كان له خبرته المصرية من جهة الايمان و كان يختلف عن التفكير اليونانى –على اعتبار ان الفكرالسكندرى كان يونانى- بالنسبة له التفكير اللاهوتى المسيحى لم يبدا عند التفكير عند المؤمن و لكن فى الحقيقة الواقعية فى التجسد الالهى. بالنسبة له كانت حقيقة التجسد هى مصدر لكل الفهم المسيحى هو فهم نفسه و فهم الكنيسة كلها فى هذه الحقيقة ذاتها التى تتحقق فى حياته.

تعليق قداسة البابا شنودة الثالث: طبقا للتقليد الكنسى لنا القديس أثناسيوس كان له دور هام فى مجمع نيقية المسكونى هو كان يناقش أريوس فى كل نقطة و هو أيضا له دور هام فى تأليف قانون الايمان النيقاوى هذا واحدة مما تسلمناه بالتقليد الكنسى و أيضا لهذا السبب تم أختيار البابا أثناسيوس تم أختياره أسقف للاسكندرية فى هذا السن الصغير و كان مدعوم من كل المسيحيين فى مصر كحامى للايمان بمجمع نيقية المسكونى و ايضا قرائنا فى بعض كتابات القديس جيروم عن دورالقديس أثناسيوس فى مجمع نيقية كان السبب الاساسى لكل الصعاب والمشاكل التى واجهته كبطريرك من الاريوسيين و كذلك نعلم ان القديس أثناسيوس لم يذهب الى مجمع نيقية فقط كشماس خاص للبابا الكسندروس بل أيضا كدارس عظيم فاهما لطبيعة السيد المسيح و تجسده و فهم للثالوث الاقدس بذلك الوقت و لذلك السبب أيضا معظم ما تسلمناه كنسيا يؤكد يوضح ان كتاب تجسد الكلمة قد كتبه قبل عقد مجمع نيقية عندما كان مازال صغير السن فى المحاضرة ذكرت انه كان صغير السن للكتابة بهذا السن و لكننا نراه كمثقف باليونانية و شخص عبقرى يمكن ان يكتب كتابين هما “تجسد الكلمة” و “ضد الاريوسيين” و بحسب التقليد لدينا كلاهما كتبهما قبل عقد مجمع نيقية كان يعتبر من أعظم الوعاظ و الدارسيين بكنيسته بينما كان مازال صغير السن و هذا قد يكون السبب لماذا تم أختياره كأسقف للاسكندرية فى كنيسة من اعرق الكنائس فى العالم فى هذا الوقت بينما هو صغير السن تحت الثلاثين لانه كان بطل للايمان بمجمع نيقية و هذا هو تقليدنا و قد يوجد بعض المصادر التاريخية الاخرى و لكن هذا هو التقليد الخاص بنا المكتوب بكتبنا عن القديس أثناسيوس كشخص عبقرى حتى بمجمع نيقية وهو كان عمره لم يصل 24-25 سنة .

تعليق البروفيسورصاحب الدراسة: هذا الوضع طبيعى فهناك صورة جميلة عن القديس أثناسيوس طبقا للتقليد او المدرسة القديمة  و من الناحية الاخرى لدينا المدرسة الحديثة التى تحلل المعلومات و تحاول التأكد من مصادر التقليد. ما يجب ان نفعله هو ان نفهم كل من النظريتين فالتقليد سليم بخصوص نظرة للقديس أثناسيوس لانه يحوى المعلومات الاساسية بينما المدرسة الحديثة تتكلم من خلال الوثائق و الادلة لديها و الاكتشافات الحديثة فنقبل كل من المدرستين لان النتيجة ان القديس أثناسيوس عبقرى طبقا للمصدرين, لو التقليد قال ان شىء كتب قبل مجمع نيقية بينما المدرسة الحديثة ترى ان كتب بعد المجمع فهذا لن يصنع فرقا جوهريا

رد قداسة البابا شنودة الثالث على الاسئلة: الصراع بين الفكر الكنسى القويم و الفكر الاريوسى كان متغلغل بشدة ففى هذا الوقت كان العالم مقسوم قسمين قسم يؤمن بأزلية ربنا يسوع المسيح و يؤمن بالتجسد بينما الاخر يؤمن بهرطقة أريوس لذلك يقال طبقا للتقليد ان حتى بالشوارع عندما يتقابل شخصين قد يسأل احدهم الاخر ايهم أعظم الاب ام الابن او اذا كان الابن مخلوق ام لا الجدال لم يكن فقط على مستوى داخل المجمع المسكونى بل كان الجدال على مستوى الشارع العادى حتى بين الناس العاديين حتى الترانيم كانت تؤلف لتدعم الاريوسية او تدعم الثالوث الاقدس و تجسد ربنا يسوع. فكان الجدال فى كل مكان فلم يكن حوار و خلاف بين لاهوتيين بل حتى عامة الناس لذلك تم اختيار اكثر شخص ظهر فى هذا الجدال اللاهوتى بخصوص التجسد و الثالوث الاقدس فتم أختيار القديس أثناسيوس بطريرك الكنيسة و كأسقف للاسكندرية لانه كان بطل يحمل البطولة من مجمع نيقية والا سنواجه نفس المشكلة لماذا اختارت الكنيسة شخص تحت الثلاثين ليكون بطريرك؟ السبب الوحيد انه حامى للايمان و فى هذا الوقت عام 328 كان يعنى فقط بعد عقد مجمع نيقية بثلاثة سنوات فقط فلماذا يختاروا القديس أثناسيوس ليكون البطريرك فقط بعد 3 سنوات من مجمع نيقية المسكونى؟ لانه كان بطل المجمع و أيضا بحسب التقليد و التاريخ يسجل ان شخص صغير السن تحت الثلاثين تم أختياره لرئاسة كنيسة عظيمة كالاسكندرية. حتى بخصوص مجمع نيقية لم نسمع حوار بين أريوس و أساقفة او رؤساء أساقفة بينما حوار بين القديس أثناسيوس و أريوس فكان أثناسيوس الخصم الحقيقى لاريوس و كان يعطى أجابات للمشاكل الخاصة بطبيعة التجسد التى طرحها أريوس و هذا هو التقليد المعتمد تاريخيا فى كنيستنا عن القديس أثناسيوس حول وقت الانقسام حول تجسد السيد المسيح و لماذا تم أختياره و دوره فى مجمع نيقية.

رد البروفيسورصاحب الدراسة على بعض الاسئلة: هناك تقليد قبطى يخبرنا ان أثناسيوس كان ولد فى عائلة من صعيد مصر و كان له أختين و أخوين او ثلاثة عائلة لطيفة و كان متعلم كطفل مسيحى بعدها طالب بمدرسة البطريركية الاسكندرية علينا تقبل هذا التقليد لان ليس لدينا اى مصدر أخر ممكن. أنا شخصيا أعتقد أفضل وسيلة لفهم طفولة القديس أثناسيوس ممكن نعرفها من كتاباته الاولى لان من أول كتاباته العامة تكلم كليا بطريقة الرهبان, تكلم بطريقة روحية رهبانية لذلك أعتقد انه قضى سنوات عديدة من طفولته و شبابه فى حياة رهبانية خارج الاسكندرية

تعليق قداسة البابا: ان فى تقليدنا الكنسى عن القديس أثناسيوس كتلميذ للانبا أنطونيوس و كان معجب جدا بالقديس أنطونيوس و بالطبع نعرف انه ألف كتاب “حياة القديس أنطونيوس” و نشر قصته للعالم كله و فى بعض الوقت بحسب تقليدنا عندما كان يتم نفيه  أحيانا يتجه للغرب او يختفى فى البرية مع القديس أنطونيوس و فى كتابه عن القديس أنطونيوس  قال “انا نفسى سكبت المياة على يديه” بمعنى انه كان يخدمه بغسل يديه و اعتقد ان شخصيته الروحية كانت متأثرة بشدة بالبرية و خصوصا بالقديس أنطونيوس.

تعليق البروفيسور: ان كتابه ” حياة القديس أنطونيوس” يعتبر اول كتاب مسيحى الاكثر مبيعا بعد الكتاب المقدس فهو طبعا و نشر بكثره انه الكتاب الوحيد الذى نعرف انه تمت ترجمته للغات مختلفة.

تعليق قداسة البابا: نقطة أخرى من تقليد كنيستنا ان مدرسة الاسكندرية اللاهوتية كانت مذدهرة فى القرن الثانى و الثالث و الرابع الميلادى و فى أيام البابا أثناسيوس كان يأس المدرسة القديس ديدموس الضرير و لدينا العديد من الكتب المترجمة عنه فى علم الاباء. رد البروفيسور ان المرجح ان المدرسة بفعل الاضطهاد لم تعود مباشرة و ذلك ساعد على انتشار الاريوسية و كذلك فى كتابات القديس جيروم تم ذكر زيارته للقديس ديديموس الضرير لكن لم يتم ذكر المدرسة فمن المرجح انها كانت مثل مدرسة خاصة و ليست على مستوى كبير. رد قداسة البابا: ان من المذكور لدينا طبقا للتقليد ان المدرسة اللاهوتية لم تكن مبنى بل كانت المدرسة هى المعلم فالعلامة أوريجانوس مثلا تم القبض عليه كثيرا كمدرس بمدرسة الاسكندرية فاحيانا يتم تدمير اى ممكان للتعليم فكان “حيثما كان المدرس هناك تكون مدرسة اسكندرية اللاهوتية” فكانت المدرسة هى التعليم و ليس مكان. ذلك عندما كانت تغلق المدرسة بالاسكندرية تتجه للبرية بالطبع المدرسة تأثرت بالاضطهاد لكنها عادت بالقرن الرابع خصوصا بعد منشور ميلان عام 313 بالسماح للمسيحيين بفتح كنائسهم و بالطبع عادت مدرسة الاسكندرية و كما ذكرت فى محاضرتك ان الكنيسة استقبلت العديد من الرجال و النساء لقبول المعمودية بعد الايمان و لذلك ليس لدينا ان نرفض حقيقة ان مدرسة الاسكندرية كانت قائمة وقت مجمع نيقية او قبلها منذ منشور التسامح لقسطنطين و القديس ديديموس الضرير تمت زيارته من القديس جيروم و العديد من