قاموس القديسين و الشخصيات حرف ل

هذا الفصل هو جزء من كتاب: قاموس القديسين و الشخصيات التاريخية.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل


ل

لاترونيانوس الشهيد

شاعر أسباني عاش في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، كان من تلاميذ بريسكيليان Priscillian، وحُكِم عليه مع معلمه في بوردو Bordeaux، وقُطِعت رأسيهما بأمر ماكسيموس عند تريف Treves، وذلك سنة 385م.

وقد ذكر القديس جيروم العديد من أعماله، إلا أنه لم يبقَ أيًا منها. تذكره بعض المراجع اليونانية تحت اسم ماترونيانوس Matrunianus.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 627.

لاتصون القديس

رهبنته ووحدته

كان هذا الأب من أهل البهنسا، وذات يوم دخل الكنيسة فسمع قول السيد المسيح في الإنجيل المقدس: "من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطى الإنسان فداءً عن نفسه؟" فلما سمع ذلك التهب قلبه بالحب وترك العالم ومضى إلى جبل شيهيت، وأجهد نفسه بصلوات متواترة وأصوام كثيرة. وظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضى إلى القديس إيسيذورس ليلبسه الإكسيم المقدس، فذهب إليه وبعد أربعين يومًا ألبسه إيّاه. فزاد من نسكه ثم انفرد في البرية.

القديس بلامون يطلب ارشاده

حضر إليه القديس بلامون. وذلك أن الشيطان كان قد ظهر للقديس بلامون في شكل امرأة وأخذ يغريه على الزواج منها ذاكرًا بعض رجال العهد القديم الذين كانوا متزوجين ومع ذلك كانوا أبرارًا، ولكن القديس عرف أنه الشيطان فرسم على نفسه علامة الصليب وصلى إلى الرب فتحول الشيطان إلى دخان وغاب عنه. فذهب هذا إلى القديس لاتصون يسترشده في المحاربات الشيطانية فأرشده إلى كيفية التغلب عليها.

رجع الأب بلامون إلى مكانه، أما القديس لاتصون فقد ازداد في نسكه وتقشفه حتى تنيّح بسلام.

السنكسار، 17 بؤونة.

لازاروس أولعازر الأسقف القديس

رُسِم القديس لازاروس أسقفًا على ميلان في منتصف القرن الخامس الميلادي، وساد الاضطراب تلك الفترة حيث كان البرابرة القوط يخرّبون إيطاليا وكانوا يسودون على ميلان. وبالرغم من أن القديس لازاروس قد عانى كثيرًا منهم إلا أنه قاد قطيعه بحذر وأمانة، حتى أن القديس إنّوديوس Ennodius يعتبره من أعظم اثني عشر أسقفًاعلى ميلان، والذين كان أولهم وأجلّهم القديس أمبروسيوس.

واستمطارًا لمراحم الرب ومعونته في تلك الأزمنة الصعبة أمر بصوم ثلاثة أيام في نسك وتقشف وزيارات للكنائس، وفيما بعد أدخل القديس مامِرتُس Mamertus نفس الصوم على إيبارشية فيينا Vienne وعدّل موعده ليكون الثلاثة أيام السابقة لعيد الصعود. وقد أمر المجمع الذي عقد في أورلينز Orléans سنة 511م أن يُعمم ذلك التقليد في كل أنحاء فرنسا، وبسرعة انتشر منها إلى إنجلترا وأنحاء أخرى كثيرة.

تنيّح القديس لازاروس في 14 مارس سنة 450م بعد أن خدم كأسقف لمدة 11 عامًا، ولكن الكنيسة الغربية أبقت الاحتفال بعيده في يوم 11 فبراير لأن أعياد القديسين لا يحتفل بها أثناء الصوم الكبير في إيبارشية ميلان.

Butler, February 11.

لاكتانتيوس الأفريقي

مدافع أفريقي لاتيني

أنجبت كنيسة أفريقيا اللاتينية (شمال غرب أفريقيا) سلسلة من المحامين أو الخطباء المدافعين عن المسيحية، قبلوا الإيمان عن اقتناع، وكتبوا بغيرة متقدة للدفاع عن هذا الإيمان.

كتب باللغة اللاتينية في وقت لم يكن بعد ظهر أحد من المدافعين في روما. دُعي بشيشرون المسيحي Christian Cicero، وقد حاول تقديم الإيمان في إطار منهجي باللغة اللاتينية، لكنه لم يكن باللاهوتي الأصيل.

تحمّس للاستشهاد وللفضائل المسيحية، خاصة محبة الله والقريب، فقدم المسيحية كنوعٍ من الأخلاقيات، دون التركيز على عمل المسيح الخلاصي، أو علي النعمة الإلهية، إنما ركّز علي الفلسفة.

نشأته

وُلد لوسيوس كاليوس فيرميانوس لاكتانتيوسLucius Caellus (Caellius) Firmanus Lactantius في أفريقيا. تتلمذ على يدي أرنوبيوس. تدرّب علي علوم البلاغة اللاتينية، وكتب أول أعماله "الوليمة" Banquet (Symposium) وهو شاب صغير.

ذهابه إلي نيقوميدية

استدعاه الإمبراطور دقلديانوس (284 - 304م) إلى نيقوميدية في بيثينية، العاصمة الجديدة للشرق، واستدعي معه فلافيوس البليغ (فلاديوس النحوي) Flavius the Grammarian لتدريس البلاغة اللاتينية. لكنهما لم يوفّقا في هذا العمل لكونها مدينة يونانية، ولم يُقبل كثيرون تعلّم اللاتينية.

بقي أستاذًا في نيقوميدية وانصرف إلى الكتابة حتى اندلعت نيران الاضطهاد سنة 303م، فترك منصبه لأنه قد صار مسيحيًا. ترك بثينية ما بين عامي 305 و30.

في تريف

استدعاه الإمبراطور قسطنطين الكبير حوالي عام 313م وهو في سنٍ طاعنٍ، من أفريقيا اللاتينية إلي تريف أو تراوس Tréve بفرنسا لتهذيب كريسبوس أكبر أبنائه. إذ لم يجد في كل أنحاء المملكة من يصلح ليكون معلمًا له مثل لاكتانتيوس.

كتاباته

1. عن خليقة اللهOn God's Workmanship (De opificio dei): قدمه لتلميذه الثري ديمتريانوس، فيه أكد أن الجسد الإنساني بنظامه العجيب لا يمكن إلا أن يكون من صنع كُلي الكمال، وأنه موضع عناية الله.

ا. في المقدمة (2 - 4) قارن بين الإنسان والحيوان، فالله لم يهب الإنسان قوة جسدية كبعض الحيوانات، لكنه وهبه عقلاً وفهمًا.

ب. فيه يعد بأن يكتب عملاً يشبه الجمهورية للفيلسوف شيشرون، ويبدو أنه كتبه مع نهاية عام 303 أو بداية 304م.

2. القوانين أو المبادئ الإلهية The Divine Institutes (Divinae institutione): يضم سبعة كتب، ويعتبر العمل الرئيسي، وهي أول محاولة لتقديم ملخص للفكر المسيحي باللاتينية.

ا. فيه أوضح بطلان الديانة الوثنية وأفكارها وصحة الإيمان والعبادة المسيحية.

ب. ختمه بالكتاب السابع عن الحياة السعيدة، حيث يتحدث عن الحياة الإنقضائية ويصف مكافأة الذين أرضوا الرب.

3. الملخص The Epitome (In Libus uno accephalo):

جاء في أغلب المخطوطات ملحقًا للعمل السابق، وجهه لبنتاديوس Pentadius.

4. غضب الله The Anger of God (De ira dei):

ا. فيه رد علي الإبيقوريين الذين يرون في الله كائنا جامدًا منعزلاً عن العالم، لا يبالي بتصرفات الإنسان. أوضح أن هذا الفكر الأبيقوري يجحد العناية الإلهية، بل وينكر وجود الله نفسه. كما أوضح أن العناية الإلهية تستلزم أن يغضب الله علي صانعي الشر مع محبته وترفقه بالإنسان.

ب. قدمه لشخص يدعي دوناتوس Donatus.

5. موت المضطهدين (De mortibus persecutorum) The Death of the Persecutors:

ا. كتبه بعد حلول السلام في الكنيسة وانتهاء موجة الاضطهاد، فيه يثبت أن كل مقاومي الكنيسة نالوا نهاية مريعة.

ب. أوضح المصير المر لنيرون ودوميتيان وفاليريان وأوريليان ودقلديانوس ومكسيميانوس.

ج. يسوده جو من الفرح بنصرة السيد المسيح، ويُحسب أحد المصادر الهامة عن اضطهاد دقلديانوس كشاهد عيان.

6. طائر العنقاءThe Phoenix (De eve phoenice):

كتب قصيدة يروي فيها قصة العنقاء الشهيرة، وكان المؤرخ هيرودت أول من رواها، واستخدمها القديس اكليمنضس الروماني كرمز للقيامة.

7. توجد أعمال مفقودة: مثل الوليمةSymposium ودليل الرحلةThe Hodoeporicum or Itinerary وهو عبارة عن وصف لرحلته من أفريقيا إلي نيقوميدية، وكتاب في قواعد النحو.

آراؤه اللاهوتية

يرى كثير من الدارسين أن لاكتنيوس نادى بالثنائية: ابن على مثال الله كامل كل الكمال، وكائن آخر لم يبقَ أمينًا لأصله الإلهي، هذا انتقل من الخير إلى الشر، فأمسى شيطانًا عدوًا للّه، مصدر كل فسادٍ.

اعتقد بمبدأين متناقضين متعادين هما النور في السموات والظلام على الأرض.

الإنسان: هو مزيج من عنصرين متعادين، النفس من الله ولله، والجسد من الأرض للشيطان.

يلد الجسم جسمًا آخر بالتعاون مع جسمٍ ثانٍ، ولكن النفس لا تلد نفسًا، فهي من خلق الله مباشرة، تدخل جسم الجنين وهو في بطن أمه.

النفس خالدة لأنها من الله الخالد، وهي لا تموت، إنما تبقى في عذاب أليم إن كانت شريرة.

1. الخير والشر: كل من منهما من طبيعة مختلفة. الله قادر أن يمحو الشر، لكنه يتركه لتزكية الخير، فكما أنه لا نور بدون ظلام، هكذا لا توجد فضيلة بدون وجود الرذيلة.

2. الثالوث القدوس: يقول القديس جيروم أنه قرأ رسائله إلى ديمتريانوس الضائعة، فيها ينكر وجود الأقنوم الثالث، فيربطه تارة بالآب وأخرى بالابن.

آباء الكنيسة (باترولوجي) ترجمة الدكتور أسد رستم.

لامبتيوس الأسقف

أسقف كاسيوم Cassium في مصر، التي تقع بين بحيرة Sirbonis والبحر الأبيض المتوسط في مقاطعة Augustamnica. كان حاضرًا المجمع المسكوني الثالث في أفسس سنة 431م حيث كان أحد الموقِّعين على وثيقة حرم نسطور.

أرسله البابا كيرلس مع هيرموجينِس Hermogenes أسقف Rhinocorura كمندوبين عنه إلى كولستينوس Coelestinus أسقف روما، حيث يذكر خليفته سيكستوس الثالث Sixtus III هذه الزيارة في رسالة إلى البابا كيرلس. ومن هذه الرسالة يتبين أنهما وصلا في وقت رسامة سيكستوس (غالبًا في 31 يوليو سنة 432م)، وأنهما اشتركا في رسامته، وكان وجودهما كممثلين للكنيسة الشرقية في هذا الحدث من الأمور الطيبة.

ولامبتيوس هو أحد الذين كتب إليهم إيسيذوروس Isidore of Pelusium العديد من رسائله.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 621.

لاورُس وفلورُس الشهيدان

يشك البعض في صحة قصة هذين الشهيدين، بل وفي حقيقة وجودهما أصلاً.

يقال - حسب التقليد اليوناني - أنهما كانا شقيقين وكانا يشتغلان بقطع الحجارة. اشتغل الأخوان ببناء معبد للأوثان في مدينة إيليريا Illyria، وبعد الانتهاء من البناء تحوّل كل من اشتغل بالبناء - ومعهم الأخوان - إلى المسيحية، فكسروا التماثيل الوثنية وحوَّلوا المبنى إلى كنيسة مسيحية.

قبض الوالي على الجميع وحكم على البعض بالدفن أحياء وعلى الآخرين بإغراقهم في بئر عميقة، فنالوا جميعًا إكليل الشهادة.

Butler, August 18.

لاون وباريغوريوس الشهيدان

كان لاون وباريغوريوس صديقين، وحين استشهد باريغوريوس في باترا Patra بليكيا Lycia امتلأ لاون من الحزن لحرمانه من سعادة مشاركة صديقه في انتصاره. وحدث أن لوليان Lollian حاكم ليكيا أصدر أمرًا يجبر كل الرجال بتقديم القرابين في احتفال الإله سيرابيس Serapis وكانت طقوس هذا الاحتفال تتميز بالإباحية الشديدة، حتى أنه في أحد الأوقات أمر مجلس الشيوخ في روما بإبطالها.

كان القديس لاون في طريقه لزيارة قبر صديقه حين مَرَّ بمعبد سيرابيس، وحزن بشدة حين رأى ضمن الجمع بعض الذين كان يعرفهم أنهم مسيحيون وقد اشتركوا في الاحتفال بسبب خوفهم من الحاكم. وبعد عودته من زيارة القبر رأى في نومه أن الله يدعوه ليجتاز نفس الطريق الذي اجتازه باريغوريوس، فامتلأ فرحًا وبهجة وقرر أن يمر في زيارته التالية لقبر صديقه في وسط المدينة وليس من خلال الطرق الجانبية. وفعلاً أثناء مروره في السوق رأى أحد المعابد وقد أضاء بالفوانيس والشموع، فامتلأ غيرة للرب وأخذ يلقي كل الفوانيس التي طالتها يداه إلى الأرض ويدوسها بقدميه، فأخذ كاهن الأوثان يصرخ نحو الشعب: "إذا لم يُعاقَب هذا الكافر فإن الآلهة سوف تَحرِم المدينة من حمايتها"، فعلَّق القديس قائلاً: "دعوا الأوثان تنتقم مني إن كانت تستطيع!"

بسرعة وصل تقرير عما حدث إلى الحاكم الذي أمر بإحضار لاون واتهمه بإهانة الآلهة والإمبراطور، فأجابه القديس بهدوء: "إنك تخطئ باعتقادك وجود آلهة كثيرة، لا يوجد إلا إله واحد، رب السماء والأرض، الذي لا يطلب من الإنسان أن يعبده بالطريقة التي تعبدون بها الأوثان".

قال له الحاكم: "أجِب فقط على التهمة الموجهة إليك، فليس من مجالٍ لكي تبشر بدينك المسيحي. إما أن تبخر للآلهة أو تُعاقب على تمرّدك"، فأجابه القديس: "الخوف من العذاب أبدًا لن يحولني عن مهمتي، فإني مستعد لاحتمال كل ما تأمر به فإن عذاباتك لن تصل إلى أبعد من الموت، أما الحياة الأبدية فإننا ننالها فقط بالضيقات، فإن الكتب المقدسة تعلمنا أنه ضَيِّق الطريق يؤدي إلى الحياة".

قال الحاكم: "بما أنك تَعلَم أن الطريق الذي سوف تجتازه ضَيِّق، فلماذا لا تستبدله بطريقنا الواسع السهل؟"

أجابه القديس: "لقد سميته ضَيِّق لأنه صعب الدخول فيه ولأن في أوله عادة يمتلئ بالمتاعب والاضطهادات، ولكن بمجرد الدخول يسهل الاستمرار فيه عن طريق ممارسة الفضائل التي تساعد على توسيع الطريق وتجعله سهلاً، كما قد اكتشف وأخبرنا الكثيرون بذلك".

صرخ الجمع نحو القاضي طالبين إليه أن يُسكِته، إلا أن لوليان اعترض قائلاً أنه يوافق على منحه حرية الكلام بل والتودد إليه إذا وافق على التبخير للأوثان، فقال القديس: "هل تريدني أن أعتبرها هذه الحجارة والأخشاب المصنوعة بأيدي الناس آلهة؟"

عند ذلك فقد الحاكم صبره وأمر بجلد لاون، وأثناء ذلك إذ أشفق لوليان على شيخوخة القديس أخذ يطلب إليه أن يقبل أن يقول مجرد أن الآلهة عظيمة وهو سوف يسامحه، فأجابه القديس: "إذا قلت أنها عظيمة فإن ذلك فقط بسبب قدرتها على تحطيم من يعبدها!" هدّده القاضي بِجرِّه فوق الأحجار والصخور، فرد القديس: "إنك لا تفعل سوى التهديد، لماذا لا تقوم بتنفيذ تهديداتك؟"

عند ذلك حكم لوليان على لاون بربطه من قدميه وجرّه في الشوارع ثم قتله، وقبل أن يسلم الروح شكر الشهيد الله لأنه لم ينفصل طويلاً عن صديقه باريغوريوس، وصلى لأعدائه ثم أسلم روحه. وقد أخذ المسيحيون جسده ودفنوه حيث لاحظوا أن وجهه كان يبدو عليه ملامح السعادة والسلام.

Butler, February 18.

لاونديانوس الشهيد

كان في بلاد سوريا في أيام مكسيميانوس الملك، الذي لما سمع بالقديس وبتعبّده أرسل فاستحضره، ووعده بأن يبذل له من الأموال شيئًا كثيرًا إذا ترك عبادة المسيح وعبد الأوثان. فهزأ القديس بكلامه واحتقر عطاياه مستهينًا بتهديداته. فاستشاط الملك غضبًا وأمر أن يعلّق في الهنبازين ويعصر، ثم يُضرب بالدبابيس ويُغلى زيت وشحم ثم يُطرح فيه. وقد نُفِّذ كلام الملك وكان القديس في هذا كله صابرًا، والسيد المسيح يقوّيه ثم يقيمه سالمًا.

لما ضجر الملك من تعذيبه أمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة. وظهرت من جسده آيات وعجائب كثيرة حتى شاع ذكره في كل أرض سوريا، وبنوا على اسمه كنائس وأديرة.

السنكسار، 1 طوبه.

لاونديوس الشامي الشهيد

استشهد هذا القديس بمدينة طرابلس في الثاني والعشرين من أبيب، وتحتفل الكنيسة بتذكار تكريس كنيسته في الأول من بؤونة.

إنقاذ أحد كبار قواد دقلديانوس

ذلك أن امرأة مسيحية زوجة أحد كبار القواد أتت وبذلت أموالاً كثيرة وأخذت جسده المقدس، وكفنته في ثياب غالية ووضعته في تابوت داخل بيتها، وعملت له صورة وعلقت أمامها قنديلاً. وحدث أن دقلديانوس غضب على زوجها القائد وطرحه في سجن إنطاكية، فحزنت وصلَّت إلى الله متوسلة بقديسه لاونديوس أن يخلص زوجها من السجن، فقبل الله صلاتها حيث ظهر القديس لاونديوس لهذا القائد وهو في السجن وقال له: "لا تحزن ولا تكتئب فإنك غدًا ستخلص وتأكل مع الملك على مائدته وترجع إلى بيتك سالمًا". ثم مضى القديس إلى الملك وأيقظه من نومه فارتعب فزعًا. فقال له القديس: "أيها الملك إنني جئت إليك لتأمر بإطلاق سراح القائد وتدعه يذهب لئلا تهلك". فأجابه وهو يرتعد: "كل ما تأمرني به يا سيد أفعله". وفي الغد استحضر الملك القائد من السجن وأكرمه وطيّب خاطره، وتناول معه الطعام على مائدته وأعلمه بأمر الفارس الذي ظهر له، ثم صرفه إلى بلده. ولما وصل طرابلس موطنه وقصَّ الخبر على زوجته وأهله، قالت له زوجته: "إن الذي تمّ لك من الخير إنما هو ببركة القديس لاونديوس". ثم كشفت له عن الجسد فتبارك منه.

بعد هلاك دقلديانوس بنوا كنيسة على اسمه ونقلوا جسده إليها باحتفال عظيم وكُرّست في الأول من بؤونة.

السنكسار، 1 بؤونة.

لطف الله أبو شاكر المعلم

من أشهر الأراخنة في أيام البابا يوأنس الثامن عشر في عصر الدولة العثمانية، وكان مشهورًا له بالصلاح والتقوى، فعيّنه البابا ناظرًا على دير القديس الأنبا أنطونيوس أبي الرهبان. وكان المعلم لطف الله مهتمًا بعمارة هذا الدير فقام ببناء كنيسة الآباء الرسل وكنيسة الأنبا مرقس بالدير المذكور وقام البابا يوأنس بتكريسهما.

عندما اشتعلت نار الثورة بين المماليك كان المعلم المذكور من أنصار إسماعيل بك الذي كان قائمًا ضد مراد بك وإبراهيم بك، وكان يقوم بخدمته بكل إخلاص. وفي أثناء اشتعال هذه الثورة أرسل إسماعيل بك إلى المعلم لطف الله أبو شاكر هجّانة برسالة منه يستعلم فيها عن غزو مصر، فكتب له الرد المطلوب وسلّمه إلى الهجّانة الذي عاد بالرسالة إلى إسماعيل بك، ولكن الغزاة تمكّنوا من الإيقاع به أثناء الطريق وأخذوا منه الرسالة واِطّلعوا عليها فوجدوها مكتوبة بخط المعلم لطف الله. وبعد ذلك قبضوا على المعلم المذكور في 2 يونيو سنة 1778م، ثم أُفرِج عنه.

في نفس العام حضر إلى دير الأنبا أنطونيوس مع عرب الجبل (القافلة المعتادة) فقتله أحد العربان الذي انتقم منه الله لروح شهيده.

وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 284.

لطف الله أبو يوسف المعلم

كان متزوجًا بنت أخ البابا يوأنس السادس عشر، وهو من أراخنة الأقباط في عصر الدولة العثمانية وكان معاصرًا للبابا بطرس السادس.

كان المتولي على مصر يومئذ الوالي رجب باشا، فسعى إليه جماعة بأن وشوا في حق المعلم لطف الله، فأوقع رجب باشا الوالي الطلب على المعلم لطف الله، ولكن جماعة من أكابر الدولة والذين يحبون هذا المعلم تمكنوا من تطييب خاطر الوالي المذكور، بنحو أربعين كيسًا قام بدفعها من عنده من ماله الخاص ولم يأخذ من الأراخنة شيئًا لأنه كان رجلاً غنيًا، ولم يكن في زمانه من يعادله ثروة وجاهًا، وكان طيب القلب متمسك بالدين.

من أشهر أعماله الاهتمام بتعمير كنيسة الملاك ميخائيل بمصر القديمة، وكنيسة مارمينا بفم الخليج، كما قام بمصاريف حفلة إقامة البطريرك على الكرسي، إلا أن الشيطان أثار عليه من قتله وهو في طريقه إلى منزله في شهر مسرى سنة 1436ش، فقاموا بتجنيزه.

وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 284.

لعازر القديس

يروي الإصحاح الحادي عشر من إنجيل القديس يوحنا قصة إقامة السيد المسيح للعازر من الأموات، الذي كان من بيت عنيا وشقيق مرثا ومريم، وكانوا جميعًا أصدقاء للسيد المسيح الذي كان يحبهم.

لا يروي لنا الكتاب المقدس شيء عن حياة لعازر بعد ذلك، ولكن بعض الروايات الغير مؤَكَّدة تقول أنه تبع بطرس الرسول إلى سوريا، إلا أن تقليد الكنيسة الشرقية يروي عنه أن يهود يافا Jaffa وضعوه هو وشقيقتيه وآخرين في سفينة بها تسرب ماء قاصدين إغراقهم، ولكن بقوة إلهية رست السفينة بسلام في جزيرة قبرص، حيث أقيم لعازر أسقفًا على كتيون (لارناكا) Kition (Larnaca)، وهناك تنيّح بسلام بعد نحو ثلاثين عامًا. وفي عام 890م بنى الإمبراطور لاون السادس Leo VI في القسطنطينية كنيسة ودير على اسمه، ونقل جزءً من رفاته إليها من قبرص.

هناك أدِلّة وفيرة على أن ذكرى القديس لعازر كانت تُكرَّم في الأيام الأولى في أورشليم، ثم بعد ذلك في الكنيسة كلها. فتروي السيدة إثيريا (إيجيريا) Etheria التي ذهبت لزيارة الأراضي المقدسة سنة 390م عن موكب احتفالي في اللعازرية Lazarium - حيث أقيم لعازر من بين الأموات - وذلك في يوم السبت السابق لأحد السعف، وقد تأثرت إثيريا بسبب الجمع الغفير الذي ملأ المنطقة كلها. وفي ميلان بإيطاليا كان أحد البصخة يسمى Dominica de Lazaro، وفي أفريقيا كما نتعلم من القديس أغسطينوس كان إنجيل إقامة لعازر من الموت يُقرأ في عشية ليلة أحد السعف.

حاليًا تقيم أغلب الكنائس الأرثوذكسية تذكارًا لإقامته في يوم السبت السابق لأحد الشعانين، أي حوالي أسبوع قبل عيد الفصح المسيحي.

Butler, December 17.

لوبُس الأسقف القديس

زواجه ثم رهبنته

وُلد هذا القديس في تول Toul سنة 383م، وتزوج من إحدى أخوات القديس هيلاري. وبعد ست سنوات من الزواج قضاها في شوق شديد لخدمة الرب في قداسة انفصل عن زوجته بإرادتهما المشتركة، وباع كل منهما ممتلكاته ووزعها على الفقراء.

ثم كرس نفسه لحياة الرهبنة وذلك في دير شهير في لِرينس Lérins تحت رعاية القديس هونوراتُس. Honoratus

أسقف تروي

اختير حوالي سنة 426م ليكون أسقف تروي Troyes، وبالرغم من توليه هذا المنصب ظل على نفس تقشفه وإخضاع جسده كما كان في الدير، فكان يرتدي أبسط الملابس وينام على لوح من الخشب ويقضي ساعات طويلة في صلواته الخاصة ويصوم منقطعًا عن الطعام لعدة أيام، وفي نفس الوقت كان يمارس واجباته كأسقف بحماسة متواصلة.

محاربة هرطقة البيلاجيين في بريطانيا

وفي سنة 429م ذهب القديس جيرمانوس إلى بريطانيا لمحاربة هرطقة البيلاجيين ورُشِّح لوبُس لمرافقته في هذه المهمة. كان الأسقفان مصممان على إنجاز هذه المهمة بالرغم من المشقة التي تنتظرهما، وبواسطة صلواتهما وعظاتهما ومعجزاتهما استطاعا أن يقضيا على التعاليم الخاطئة.

عودة القديس لوبُس إلى كرسيه

بعد عودة القديس لوبُس إلى كرسيه بدأ بنشاط كبير في تعليم وإصلاح شعبه من جديد، مظهرًا حكمة كبيرة وتقوى نابعة من إيمانه حتى أُطلِق عليه: "أب الآباء وأسقف الأساقفة ودستور الأخلاق وعماد الصدق وصديق الله وشفيع الشعب".

كان هذا القديس لا يبخل بتعبه حتى لإنقاذ حَمَل صغير، ويُذكَر عنه أن أحد رجال إيبارشيته هجر زوجته وسافر بعيدًا، فكتب القديس إلى أسقف تلك المدينة التي سافر إليها الزوج رسالة قوية جدًا مكتوبة بأسلوب هادئ وحكيم لكن في نفس الوقت شديد وموَبِّخ أثَّرت في الزوج حتى عاد إلى بيته، مما جعل الأسقف يقول عن القديس لوبُس: "ما أعظم هذا التوبيخ الذي يقود الخاطئ إلى التوبة عن خطيته، وأيضًا يحب موبخه".

في ذلك الوقت أتى أتيلاّ Attila بجيش عظيم وغزا بلاد الغال، وكان يُطلَق عليه "غضب الله" الذي أرسله ليعاقب الناس على خطاياهم، حتى وقع في أسره الكثير من البلاد وكانت تروي هي محطته التالية. أخذ القديس لوبُس يصلي للّه متضرعًا من أجل شعبه ثم ذهب لمقابلة المعتدي محاولاً إنقاذ المنطقة من عدوانه، لكن القديس اضطُر أن يصاحب أتيلاّ كأنه أسير لديه، وبعد هزيمة هؤلاء الهمجيين اتُّهِم لوبُس أنه ساعد في هروب أتيلاّ، فحُرِم من دخول مدينته لمدة سنتين وعاش حياة نسك ووحدة في الجبال طوال هذه المدة، وعندما تغلَّب خيره وصبره على حقد الناس عاد إلى كنيسته مرة أخرى ليرعاها بحكمته وحماسته، إلى يوم نياحته سنة 478م.

Butler, July 29.

لورنس أو لورنتيوس الشهيد

رئيس شمامسة روما

كان لورنتيوس أول شمامسة روما التقليديين السبعة، يخدمون في كنيسة روما في زمن البطريرك سيكستوس الثاني Sixtus الذي استشهد في زمن الإمبراطور فالريان Valerian سنة 258م. كان الشماس لورنس أو لورنتيوس مسئولاً عن ممتلكات الكنيسة كما كان مسئولاً عن توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين.

شوقه للاستشهاد

يقول التقليد الغربي أنه بينما كان البطريرك سيكستوس يساق إلى الاستشهاد كان شماسه لورنس يسير وراءه باكيًا يقول: "يا أبي إلى أين تذهب تاركًا شماسك؟"، فأجابه قائلاً: "إنني لن أتركك يا ابني، وسوف تلحق بي بعد ثلاثة أيام". فرح لورنس جدًا بهذا الإعلان عالمًا أنه بعد قليل يلحق بأبيه الروحي، فسعى إلى كل الفقراء والأرامل والأيتام الذين كان يخدمهم ووزع عليهم كل ما معه من أموال، بل أنه باع الأواني المقدسة حتى يزيد قيمة ما معه ووزعه أيضًا عليهم.

كنوز الكنيسة

إذ سمع حاكم روما - الذي كان محبًا للمال - بما يفعله لورنس، ظن أن المسيحيين يملكون ثروات طائلة وأراد اغتصابها قبل أن يفعل بها لورنس ما فعله بمثيلتها، فأرسل إليه قائلاً:

"إنكم معشر المسيحيين تَشْكُون أننا نعاملكم بقسوة، ولكنني أؤكد لك أن هذا غير وارد بالنسبة لتفكيري الآن، ولكنني أتساءل بهدوء عما يخصك.

لقد سمعت أن كهنتكم يَمنَحون الذهب ويحفظون الدم المقدس في أواني فضية، وفي عباداتكم المسائية تضعون الشموع في حوامل ذهبية.

وأنا أريدك أن تأتي لي بهذه الكنوز لأن الإمبراطور يريدها لمصاريف جيشه، وحسب معلوماتي فإن شريعتكم تعلمكم أن تعطوا ما لقيصر له، وإلهكم لم يأتِ بأموال إلى العالم إنما أتى بكلام فقط، فأعطونا المال واحتفظوا أنتم بالكلمات ".

أجابه لورنس قائلاً: "إن الكنيسة غنية حقًا، ولا يملك الإمبراطور أي كنوز مما تملكه الكنيسة، وسوف أريك جزءً من ممتلكاتها ولكن أسألك أن تمنحني فرصة قصيرة حتى أُعِدَّ كل شيء لك"، فمنحه الحاكم مهلة ثلاثة أيام وأخذ يحلم بكنوز المسيحيين المخفية بين يديه.

في هذه المهلة طاف لورنس أنحاء المدينة لتجميع الفقراء الذين كانت الكنيسة تخدمهم، وفي اليوم الثالث تجمَّع صفوف طويلة من الشيوخ والعمي والعرج والبرص والأيتام والأرامل، ثم ذهب لورنس إلى الحاكم يدعوه لمشاهدة ثروة الكنيسة.

ذُهِل الحاكم من المنظر البائس وتحول إلى لورنس قائلاً بتهديد عما يعني هذا؟ فأجابه الشماس: "لماذا تغضب؟ لقد سألت عن كنوز الكنيسة وها هي أمامك".

اشتعل الحاكم غضبًا وثورة عليه وصرخ فيه: "إن الإمبراطورية الرومانية لا يصح أن تُهان، أنا أعلم إنك تطلب وتشتهي الموت ولكنني لن أتركك تموت مباشرة كما تظن بل ستموت موتًا بطيئًا".

مر الحاكم بإحضار شبكة حديدية وربط فوقها القديس وأشعل تحتها الفحم حتى يحترق ببطء، وقد رأى المسيحيون نورًا جميلاً يشع من وجهه واشتموا رائحة ذكية تخرج من جسده المحترق، والعجيب أن غير المؤمنين لم يروا أو يشموا شيئًا.

يقول القديس أمبروسيوس عن الشهيد لورنس أنه بينما كانت النيران تشتعل في جسده كانت نيران الحب الإلهي تشتعل بقوة أكبر في قلبه حتى أنه لم يهتم بالألم. وبعد معاناة طويلة التفت إلى الحاكم بابتسامة قائلاً: "أديروا جسدي فإن ناحية واحدة قد استوت بما يكفي"، ولما أداروه أضاف: "لقد نضجت الآن يمكنكم أن تأكلوا". ثم صلى من أجل انتشار المسيحية في روما والعالم كله وبعدها أسلم الروح.

يقال أن صلاته هذه قد أتت مفعولها، إذ آمن عدد كبير من الواقفين وكان منهم أعضاء في مجلس الشيوخ وكبار رجال الدولة، الذين تأثروا بشجاعة الشهيد فأخذوا جسده ودفنوه بإكرام بعد أن أعلنوا إيمانهم، ويقال أن موته كان موتًا للوثنية في روما، إذ بدأت تندثر فيها منذ ذلك الوقت، ومنذ القرن الرابع صار الشهيد لورنس من أكثر القديسين المكرمين في كنيسة روما وصار اسمه يُذكَر في القداس الإلهي.

بعد استشهاده دفنوه في قبر، ويقال أن الإمبراطور قسطنطين الكبير بنى فوقه كنيسة كبيرة تكريمًا للشهيد، وقد أعاد بنائها أو ترميمها دماسوس Damasus أسقف روما. وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في العاشر من شهر أغسطس.

Butler, August 10.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 633.

لوسيا الشهيدة شفيعة المكفوفين

نشأتها

وُلدت القديسة لوسيا (أو لوسي، ويعني اسمها نور أو منيرة) في سيراكوزا بصقلية في نهاية القرن الثالث الميلادي، وكان والداها من أغنياء المدينة الأتقياء، وقد ربياها تربية مسيحية حقة وعلماها الصلاة والتسبيح ومطالعة الكتاب المقدس والتمتع بحياة الروح والذهاب إلى الكنيسة كل يوم أحد والتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين.

رغبة والدتها في تزويجها

تربت لوسيا في حرارة العبادة والاحتشام، وعندما مات والدها وهي في السادسة من عمرها اختارت لها أمها أوتيكا عريسًا شابًا ذا أخلاق حميدة غير أنه كان وثنيًا، وظنت أنه لابد أن يصير مسيحيًا بمعاشرته للوسيا.

لما شعرت القديسة بنية والدتها طلبت منها أن تؤخر الأمر وتدعها بضع سنين حتى تقرر أمرها، فوافقت الأم إلا أن الشاب أخذ يلح عليهًا مرارًا بينما كانت لوسيا تصلي ليلاً ونهارًا بدموع لكي ينقذها السيد المسيح من هذه التجربة.

وبعد مدة مرضت الأم فتشفعت القديسة لوسيا لدى القديسة أغاثي التي ظهرت لها في حلم، وقالت لها أن تطلب من رب المجد فيستجيب لطِلبتها، وفعلاً قامت وصلَّت صلاة حارة فشفيت والدتها ووعدتها بأنها لن ترغمها على الزواج من ذلك الشاب الوثني.

فقأ عينيها

وقامت الأم وابنتها ببيع ممتلكاتهما للتصدق على الفقراء، إلا أن الشاب وشى بهما لدى الحاكم بسكاسيوس، فأرسل وقبض على لوسيا وأخذ يلاحقها تارة ويعذبها تارة أخرى حتى أمر الشرير بإرسالها إلى بيت الخطية لأنه كان معجبًا بعينيها مراودًا إياها لفعل الخطية.

رفعت البتول يديها إلى السماء مستغيثة بالسيد المسيح له المجد ثم اقتلعت عينيها وألقتهما في وجه الحاكم، حينئذ ظهر لها رب المجد وجعلها تثبت في مكانها كالصخرة حتى عجز الجنود عن أن يزحزحونها من مكانها، فربطوها بحبال وأخذوا يشدونها من مكانها حتى خارت قواهم. وعندما ألقوها في النار كانت تصلي لوسيا للرب يسوع وخرجت معافاة، فأمر الحاكم بضرب عنقها بالسيف ولكن الضربة لم تكن كافية لفصل رأسها عن جسدها فلم تمت القديسة حالاً، فأخذها المؤمنون إلى بيت قريب وأحضروا لها القربان المقدس فتناولت منه ثم رقدت بسلام وكان ذلك في 13 ديسمبر.

منذ بداية القرن الرابع والتقليد المسيحي الغربي يتخذ من القديسة لوسيا الشهيدة شفيعة للمكفوفين وضعاف البصر وترسم صورتها دائمًا وهي حاملة عينيها في طبق.

جريدة وطني، بتاريخ 12 يناير سنة 1997.

الشهيدات لوسي، سيسيل، مارسيل وأغاثي. صفحة 9.

لوسيان أو لوقيانوس الإنطاكي الشهيد

نشأته

وُلد في ساموساطا Samosata بسوريا، وكان أبواه تقيين، درباه منذ نعومة أظافره على العبادة. انتقلا من هذا العالم ولم يكن لوقيانوس قد بلغ سوى إثنتي عشر سنة.

وزّع لوقيانوس كل ما ورثه على المساكين وتتلمذ على يديّ مكاريوس في الرُها Edessa الذي كان يفسر الكتاب المقدس في مدينة أرفا.

بين حياة الهدوء والخدمة

أصبح خبيرًا عظيمًا في فن الفلسفة والبلاغة، وقد أعد نفسه لدراسة الكتب المقدسة، إذ كان مقتنعًا أن واجبه ككاهن يحتم عليه أن يكرس وقته ونفسه بالكامل لخدمة الله والناس، لم يكتفِ فقط باقتناء الفضائل بالكلام والقدوة ولكن تعهد بمراجعة الكتاب المقدس بعهديه حتى تتطابق ترجماته المختلفة. قام بمراجعة التوراة إما بمقارنتها بالطبعات القديمة أو عن طريق النسخة العبرية كونها اللغة التي كتب بها الكتاب المقدس، ومن المؤكد أن نسخة القديس لوسيان نالت تقديرًا عظيمًا، وكانت ذات فائدة عظيمة للقديس جيروم.

التهب قلب لوقيانوس بمحبة الله، وكان يزهد كل شيء في العالم. يأكل مرة واحدة كل يوم عند الغروب، وأحيانًا كان يصوم سبعة أيام متوالية بلا طعام ولا شراب. وكان يقضي فترات طويلة صامتًا، يختلي مع الله. وإذا تحدث مع أحد كان حديثه حول الكتاب المقدس.

اتجه إلى إنطاكية سوريا ليخدم الكنيسة هناك حيث سيم كاهنًا. هناك أنشأ مدرسة لدراسة الكتاب المقدس مجّانًا. وكان ينفق على نفسه من النسخ حيث اتسم بالخط الجميل وسرعة الكتابة.

يقول القديس ألكسندروس بطريرك الإسكندرية أن القديس لوسيان تأثر لفترة طويلة ببولس الساموساطي الهرطوقي الذي أدين في إنطاكية عام 269م، فحُرِم من شركة الكنيسة لفترة، ولكن من المؤكد أنه مات في الشركة، وهذا يتضح من بقايا جواب كتبه للكنيسة في إنطاكية.

اضطهاده

إذ صار مكسيميانوس قيصرًا أرسل إلى إنطاكية تاوتيكس المُبغض للديانة المسيحية، فيهيج الرعاع على المؤمنين، وطلب من المسيحيين أن يسجدوا للأوثان وإلا تعرضوا للتعذيب. وإذ كان لوقيانوس مكرمًا من المسيحيين والوثنيين أراد الملك أن يحطمه فتتحطم معه الديانة المسيحية في إنطاكية.

أُلقي القبض عليه وأتوا به إلى نيقوميدية عاصمة مملكته. هناك التقى بمكسيميانوس الذي سمع الكثير عن شخصية لوقيانوس القوية الجذابة. خشي قيصر من أن يتأثر بلوقيانوس فكان يتحدث معه عن بعد ويضع منديلاً على وجهه حتى لا يراه. تحدث معه خلال مترجم وصار يعده بأن يجعله شريكًا معه في الحكم وفي تدبير أمور البلاد إن عبد الأوثان، فأجابه لوقيانوس: "ما وعدتني به وكل ما هو أعظم منه ولو امتلاك كل ما في العالم من مجدٍ وفخرٍ، فإنه لا يوازي سعادة التعبد للسيد المسيح. لأنه باطلاً يربح الإنسان العالم كله إن خسر الإيمان به، فإنه بدون هذا الإيمان يخسر الإنسان نفسه ويهلكها أبدًا".

إذ لم ينجح بإغرائه أمر بتعذيبه بقسوة، فضُرب بالسياط ووُخز بأسنة محمّاه، وأُلقي في السجن على أرض مفروشة بحجارة مسننة، وأوثقوا عنقه وساقية بقيود حديدية.

أعيد للسجن وصدر قرار بمنع الطعام عنه، لكن بعد 14 يوم حيث كان على وشك الموت من الجوع قُدِّمت له اللحوم التي تقدم للأوثان، لكنه رفض تناولها أو حتى لمسها، ليس لنجاسته في ذاته إنما لأنه في هذه الحالة يعتبر شهادة بوثنية من يأكل منه.

إذ قرب عيد الظهور الإلهي اجتمع حوله كثيرون من تلاميذه، جاءوا من إنطاكية لزيارته في السجن وينالوا بركته. كانوا قد اعتادوا أن يتناولوا من يديه في مثل هذا العيد. أخذ يعزّيهم وأقام لهم قداسًا إلهيًا، وإذ لم يوجد مذبح وضع القرابين على صدره بعد أن رفعوا رأسه قليلاً وهو منهك القُوى. وصلى تلاميذه وهم راكعون حوله، ثم ناولهم.

في الغد أرسل قيصر إلى السجن ليروا إن كان حيًّا أم ميتًا. أُحضِر للمحاكمة للمرة الثانية، وفى هذه أيضًا كانت إجاباته على كل الأسئلة التي وجهت له هي "أنا مسيحي" وكان يكررها حتى وهم يعذبوه، وكرر ذلك ثلاث مرات وسلّم روحه بيد مخلصه في السجن إما بسبب الجوع أو بحد السيف كما يقول القديس ذهبي الفم، وذلك سنة 312 م، ودفن في دريبانوم (هيلينوبوليس) Drepanum (Helenopolis)..

عانى القديس من سجن طويل بسبب إيمانه، وكتب من حبسه يقول: "كل الشهداء يسلمون عليكم، أُعلِمكم أن البابا أنسيموس Anthimus أسقف نيقوميدية قد أنهى خدمته بالاستشهاد." وكان هذا عام 303م، لكن يوسابيوس يخبرنا أن القديس لوسيان قد استشهد بعد استشهاد القديس بطرس السكندري عام 311م، ولذا يبدو أنه قضى حوالي تسع سنوات في السجن.

وقد بنت القديسة هيلانة كنيسة عظيمة في نيقوميدية باسم هذا القديس.

يعيد له الغربيون في 7 كانون الثاني.

Butler, January 7.

لوسيان أو لوقيان الشهيد

قَدُم القديس لوسيان من روما وكرز بالإنجيل في بلاد الغال Gaul وذلك في القرن الثالث الميلادي، وكان يصحبه رفيقاه ماكسيميان Maximian وجوليان Julian وقد ختم خدمته بسفك دمه في بيوفيه Beauvais حوالي سنة 290م، بينما استشهد رفيقاه قبله بقليل في نفس المكان.

قد عُثِر على أجساد الشهداء الثلاثة في القرن السابع، واشتهرت رفاته بعمل الكثير من المعجزات.

Butler, January 8.

لوسيان أو لوقيان ومارقيان الشهيدان

درسا السحر الأسود واشتغلا به ثم تحولا إلى الإيمان المسيحي حين اكتشفا أن سحرهما يفقد قوته أمام شابة مسيحية عذراء. إذ انفتح قلباهما أخذا كتب السحر وحرقاها أمام الجموع في مدينة نيقوميديا Nicomedia، ثم غسلا كل شرورهما بسر المعمودية. بعد ذلك وزعا كل أموالهما على الفقراء، وتحولا إلى حياه الوحدة والتأمل، حتى بالصلاة والنسك يثبتا في النعمة التي نالاها.

بعد فترة قاما برحلات متعددة ليكرزا بالمسيح للوثنيين. وحين أُعلِنت قرارات ديسيوس Decius ضد المسيحيين في بيثينية Bithynia قُبِض عليهما وأُحضِرا أمام الحاكم سابينوس Sabinus. سأل الحاكم القديس لوسيان: "بأي سلطان تكرز بيسوع المسيح؟" أجابه القديس: "كل إنسان يعمل حسنًا حين يجتهد أن يجذب أخاه من الأخطاء الخطرة"، وبالمثل كان ماركيان يمجد قوة السيد المسيح.

أمر الحاكم بتعذيبهما، فعاتباه قائلين انهما حين كانا يعبدان الأوثان ارتكبا جرائم عديدة ومارسا علنًا أعمال السحر ومع ذلك لم يُتَّهَما أو يُحاكَما بشيء، بينما حين أصبحا مسيحيين ومواطنين صالحين عوقبا وعُذِّبا بشدة.

هددهما سابينوس بعذابات أكثر فردا قائلين: "إننا مستعدان لتحمل أي شيء ولكننا لن نترك الإله الحقيقي، حتى لا نُلقَى في النار التي لا تطفأ". وعند ذلك أمر سابينوس بحرقهما أحياء، فذهبا فرحين إلى مكان الاستشهاد يترنمان ويسبحان الله بفرح وشكر، وكان استشهادهما حوالي سنة 250م.

Butler, October 26.

لوسيليان ورفقاؤه الشهداء

كان كاهنًا وثنيًا في نيقوميديا Nicomedia قبل أن يتحول إلى المسيحية في سن كبير. بسبب مسيحيته قُبِض عليه أثناء حكم الإمبراطور أوريليان Aurelian، وأُحضِر أمام الوالي سيلفانوس Silvanus.

رفض لوسيليان بكل شجاعة أن ينكر المسيح فأخذوا يضربونه بالحجارة على وجهه ثم جلدوه بالسياط وعلقوه من رقبته، ألقوه بعد ذلك في السجن، وهناك وجد أربعة شبان من المسيحيين هم كلوديوس Claudius هيباتيوس Hypatius بولس Paul وديوناسيوس Dionysius. أخذ لوسيليان يشجع هؤلاء الشباب على الثبات في الإيمان، حتى أنهم حين وقفوا مرة أخرى للمحاكمة اعترفوا بكل شجاعة وقوة بإيمانهم.

وُضِع لوسيليان في أتون نار ولكنه خرج منه بدون أية أذية. أخيرًا أُرسِل الخمسة مكبلين بالأغلال إلى بيزنطة Byzantium حيث صُلب لوسيليان وقُطعت رؤوس الأربعة الباقين، فنالوا إكليل الشهادة وذلك سنة 273م.

كانت امرأة مسيحية اسمها بولا Paula تهتم بالشهداء الخمسة أثناء حبسهم، فكانت تطعمهم في السجن وتداوي جراحاتهم. قُبِض عليها هي الأخرى وعُذبت ووضعت في أتون النار فلم تضرها، وأخيرًا قطعوا رأسها ونالت إكليل الشهادة.

بعض القصص التي تروى عن هؤلاء القديسين تقول أنهم كانوا مصريين واستشهدوا في مصر، وقصص أخرى أنهم استشهدوا في نيقوميديا ثم نقلت أجسادهم فيما بعد إلى القسطنطينية Constantinople.

Butler, June 3.

لوسيوس الأسقف الشهيد

رُسِم أسقفًا على أدريانوبوليس Adrianople في مقدونية Macedonia بعد نياحة القديس أوتروبيوس Eutropius الذي كان قد نفي إلى بلاد الغال Gaul بسبب مقاومته للأريوسيين. ولم يكن لوسيوس أقل شجاعة من سلفه في الدفاع عن لاهوت السيد المسيح وكانت النتيجة نفيه هو أيضًا.

ذهب القديس إلى روما ليثبت براءته وهناك تقابل مع القديس بولس أسقف القسطنطينية والقديس أثناسيوس الرسولي، وكان الاثنان منفيّين مثله. وبعد مصاعب وعذابات كثيرة قُبِض على القديس لوسيوس هو ومواطنين آخرين من أدريانوبوليس، وذلك لرفضهم الاشتراك في الأسرار المقدسة مع الذين حَكم عليهم مجمع سارديكا Sardica، وقد حُكِم على العلمانيين منهم بقطع رؤوسهم أما لوسيوس فقد نفي وهو مربوط بالسلاسل حول رقبته ويديه. وقد مات في السجن سنة 350م، نتيجة للمعاملة السيئة التي تلقّاها وبذلك اعتبر من الشهداء.

وقد أثَّر موته على القديس أثناسيوس الذي كتب أكثر من مرة عن ثبات وشجاعة القديس لوسيوس والشهداء الآخرين من مدينة أدريانوبوليس.

Butler, February 11.

لوسيوس الأول أسقف روما القديس

بعد جلوسه على كرسي روما مباشرة جدد غالوس Gallus الاضطهاد الذي كان قد بدأه ديسيوس Decius، فنُفِي القديس لوسيوس إلى مكان غير معروف، ولكن بعد فترة قصيرة استدعي مرة أخرى واحتشدت الجماهير لاستقباله.

وفي هذه المناسبة كتب إليه القديس كبريانوس Cyprian خطابًا لتهنئته وفيه قال أنه مثل الفتية الثلاثة في أتون النار فقد حفظه الرب من الموت، وأضاف في الخطاب: "إننا في قرابيننا وصلواتنا لا نتوقف عن تقديم الشكر ورفع التوسلات للّه الآب ويسوع المسيح حتى يكلّلك بإكليل المجد باعترافك به. ربما يريد الله إظهار مجدك، إذ ينبغي لمن يحمل لاخوته نموذجًا للفضيلة والإيمان أن يضحّي به في وجودهم".

وفي خطاب آخر كتبه سيبريان إلى البطريرك القديس إسطفانوس Stephen يذكر للقديس لوسيوس شجاعته في مقاومة الهراطقة النوفاتيين Novatian heretics الذين كانوا يرفضون شركة من سقطوا ثم تابوا.

ويذكر عنه يوسابيوس أنه جلس على كرسي روما حوالي ثمانية شهور فقط وكانت نياحته سنة 254م.

Butler, March 4.

لوسيوس الملك

أول ملك مسيحي على بريطانيا

هو أول ملك مسيحي على بريطانيا، وإليه يرجع أكبر الأثر في جعل بريطانيا مسيحية. يأتي لوسيوس من نسل بروتس Brutus مُنشئ بريطانيا وأول ملك عليها، وخَلَف والده كوْيلُس Coillus على العرش، وقد تَمَثَّل بوالده في السعي إلى كسب ود وصداقة الرومان.

تأثر لوسيوس بما سمعه من المعجزات المسيحية واشتهى أن يعرف الإيمان الحقيقي، فأرسل إلى إليوثيروس Eleutherus أسقف روما طالبًا منه إرسال معلمين. حالما وصل إليه العالِمان القديسان فاجانوس Faganus ودوفانوس Duvanus نال سرّ المعمودية مع أعداد غفيرة من كل المدن والبلاد، وما أن قربت الوثنية على الانقراض من الجزيرة حوَّل القديسان المعابد الوثنية لخدمة الله وملأها من المؤمنين المسيحيين، كما نظَّما الكنيسة على أكمل وجه إذ أقاما أساقفة ورؤساء أساقفة مُقَسَّمين على ثلاث إيبارشيات.

وقد أغدق لوسيوس على الكنيسة، وإذ رأى نمو الإنجيل وانتشاره رقد بسلام في جلوستر Gloucester سنة 156م، وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في اليوم الثالث من شهر ديسمبر.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 754.

لوسيوس ومونتانُس ورفقائهما الشهداء

اضطهاد فالريان

استمر الاضطهاد الذي أثاره فالريان Valerian ضد المسيحيين لمدة سنتين نال خلالهما الكثيرون إكليل الاستشهاد، ومن بينهم القديس كبريانوس وذلك في سبتمبر سنة 258م.

اضطهاد الوالي سولون

بعد استشهاده بفترة قصيرة مات الوالي غالريوس ماكسيموسGalerius Maximus الذي كان قد أصدر الحكم عليه، ولكن تولى بعده الوالي سولون Solon الذي استمر في اضطهاد المسيحيين. واشتعلت ثورة ضد سولون في قرطاجنة Carthage مات فيها الكثيرون، وبدلاً من أن يبحث الوالي عن الجناة صبّ جام غضبه على المسيحيين واعتقل ثمانية منهم، كانوا من تلاميذ القديس كبريانوس ومعظمهم من الإكليروس.

بعد القبض عليهم اقتيدوا مكبلين بالأغلال إلى السجن، وحين علموا من خدام الحاكم أنهم سوف يُساقون للحرق صلوا إلى الله أن يجيز عنهم تلك العقوبة، فاستجاب الله الذي في يديه قلوب البشر إلى صلاتهم، فقد عدَّل الحاكم العقوبة وألقاهم إلى أعماق السجن حيث وجدوا الكاهن فيكتور Victor مع عدد آخر من المسجونين.

رؤيا في السجن

لم يرهبوا ظلمة السجن أو يجزعوا من قذارته، إذ ملأهم الروح القدس من الإيمان والفرح حتى يتحملوا المعاناة التي لا يُمكن التعبير عنها بكلمات. وفي نفس الوقت تعزّوا برؤيا رآها أحدهم وهو رينوس Renus، حيث رأى العديد من المسجونين يسيرون للخارج وأمام كل واحد منهم سراج مضيء، بينما آخرون لم يكن لهم هذا السراج قد ظلوا في الخلف. وقد رأى رفقاؤه من ضمن التابعين للنور، فامتلأوا فرحًا عالمين أن السراج يرمز للسيد المسيح النور الحقيقي، وأنهم سوف يتبعونه بالاستشهاد.

في اليوم التالي أرسل الحاكم يستدعيهم للمثول أمامه، فساروا مكبلين بالأغلال في الطرقات والأسواق. وإذ لم يكن الجنود يعلمون المكان الذي ينوي الحاكم الاستماع إليهم فيه أخذوا يجرونهم من مكان إلى آخر، وأخيرًا وقفوا أمامه وكانت إجابتهم عليه واضحة ومحددة، وفي نهايتها أُرسِلوا مرة أخرى للسجن.

رؤيا أخرى

وكانت أعنف تجربة تحملوها هي الجوع والعطش، غير أن الله عزاهم في وسط تلك المعاناة الشديدة برؤيا للكاهن فيكتور الذي نال إكليل الشهادة بعدها بقليل. رأى فيكتور طفلاً يشع وجهه بنورٍ بهيجٍ بداخل السجن، وأخذ يقودهم في كل اتجاه للبحث عن مخرج ولكن لم يكن يوجد، فقال للكاهن: "سوف تبقى هنا ولكن لا تخف لأني معك، أخبر رفقاؤك أنهم سوف ينالون إكليل مجد أكبر". سأله فيكتور عن مكان وجود السماء فأجاب: "خارج العالم"، فطلب فيكتور منه أن يريه إياها فقال له الطفل: "وأين إذًا هو إيمانك؟" قال فيكتور: "لا أستطيع أن أتذكر ما أمرتني به، فاعطني علامة أعطيها لهم"، فأجاب الطفل: "أعطهم علامة يعقوب التي هي سُلَّمه السرّي الصاعد إلى السماء". تعزّوا وفرحوا جميعًا بالرؤيا، وبعدها بقليل نال فيكتور إكليل الشهادة.

ظلّ القديسون عدة أيام بدون تناول أي طعام، وبعد مدة استطاع الكاهن لوسيان Lucian الذي صار فيما بعد أسقفًا على قرطاجنة تخطي الصعاب وتوصيل الطعام إليهم بيد هيرينيان Herennian الشماس وجانوارياس Januarius.

مصالحة بين المعترفين في السجن

حدث نتيجة نقاش دار بين أحدهم ويدعى مونتانُس وآخر يدعى جوليان Julian أن وبَّخ مونتانُس رفيقه جوليان، فصارا يتعاملان معًا ببرود وفتور، وصار ذلك بذرة للاختلاف فيما بعد. ولكن الله المتحنن أشفق عليهما وأراد مصالحتهما، فكشف لمونتانُس الحلم التالي الذي يصفه هو كالتالي:

"رأيت الجلادين وقد قادونا في ممر طويل حتى وصلنا إلى ساحة واسعة حيث تقابلنا مع كبريانوس ولوسيوس Lucius، ثم أتينا إلى مكان مضيء جدًا حيث صارت ثيابنا بيضاء بينما كان لون جلدنا أكثر بياضًا من ثيابنا وشفّافًا حتى أن كل ما في قلوبنا صار مكشوفًا بوضوح للعيان.

نظرت إلى نفسي فرأيت بعض القذارة على قلبي، ولما تقابلت مع لوسيوس وصفت له ما رأيت مضيفًا أن هذا الاتساخ الذي رأيته داخل صدري يعكس برودتي تجاه جوليان ".

بعد معاناة من الجوع والعطش الشديدين وعذابات أخرى كثيرة أثناء حبس القديسين لمدة طويلة، أُحضِروا أمام الحاكم حيث اعترفوا اعترافًا حسنًا. كان مرسوم فالريان يقضي بموت الأساقفة والكهنة والشمامسة فقط، فعمل أصدقاء فلافيان Falavian على إنقاذه فقالوا للقاضي أنه ليس شماسًا وبالتالي لا ينطبق عليه المرسوم، وبالفعل لم يُحكَم عليه بالرغم من محاولات فلافيان العكسية.

حُكِم على الباقين بالموت فساروا فرحين إلى ساحة الاستشهاد، وفي مقدمتهم لوسيوس Lucius الذي بسبب ضعف جسمه وكثرة المعاناة في السجن سار مستندًا إلى بعض الأحباء حتى لا يسقط تحت ضغط الجموع المحتشدة وبالتالي يفقد كرامة سفك دمه. أما مونتانُس فقَبْل أن يقدم رأسه للسياف صلى إلى الرب لكي يلحق بهم فلافيان في اليوم الثالث، وطلب أن يتركوا مكانًا لدفنه إلى جوارهم حتى لا ينفصلوا عن بعضهم حتى في القبر.

وإذ رأى فلافيان أن إكليله قد تأجل جعل هذا موضوع صلاته وطلبته باستمرار، وكانت أمه ترافقه متشوقة أن تراه يمجد الله باستشهاده.

وفي اليوم الثالث أُحضِر أمام الحاكم، وإذ كان محبوبًا من الجميع حاول الجمع الموجود بكل الطرق إنقاذ حياته، فصرخوا إلى الحاكم أنه ليس شماسًا ويمكنه الاكتفاء بتعذيبه فقط إلا أنه حكم بقطع رأسه، فامتلأ فلافيان لفرحًا بهذا الحكم واقتيد إلى ساحة الإعدام برفقة جمعٍ غفير من بينهم كهنة كثيرون. وقف القديس ليودع المؤمنين، وأخبرهم عن رؤيا سأل فيها القديس كبريانوس إن كانت ضربة الموت مؤلمة، فأجابه الشهيد قائلاً: "الجسد لا يشعر بالألم حين تقدم الروح ذاتها بالكلية للّه". وفي الساحة صلى فلافيان من أجل سلامة الكنيسة ووحدة الاخوة، ثم ركع مصليًا وقُطِعت رأسه. وكان استشهاد هؤلاء القديسين في سنة 259م.

Butler, February 24.

لوط الأب

حدّثنا إنسان عن أخ وقع في الخطيئة، أنه زار الأب لوط وكان مضطربًا، حتى أنه كان يدخل ويخرج دون أن يتمكن من الجلوس. فسأله الأب لوط: ما بك يا أخي؟ قال: لقد سقطت في زلة عظيمة ولا أقدر أن أبوح بها للآباء. قال له الأب لوط: اكشفها لي وأنا أحتملها. عندئذ قال ذاك: لقد وقعت في الزنى، فقدمت ذبيحة لكي يرشدني الله إلى الصواب. قال له الأب: تشجع يا أخي، فالتوبة أمامك. اذهب واجلس في الكهف عاكفًا على الصيام يومين يومين، وأنا احتمل معك نصف الخطيئة. ولما تمت الأسابيع الثلاثة، تيقّن الأب أن الله قد قبل توبة الأخ. وهكذا بقي ذاك خاضعًا للأب لوط حتى رقاده.

لوقا الإنجيلي

القديس لوقا الانجيلي

كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوسLucanus" أو "لوكيوس" وتعني "حامل النور"، أو "المستنير". غير أنه يجب التمييز بين لوقا الإنجيلي ولوكيوس المذكور في أع1: 13، وأيضًا لوكيوس المذكور في رو16: 21.

الإنجيلي والرسول:

هو ثالث الإنجيليين، وكاتب سفر أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس في أسفاره وكرازته وأتعابه، ولا يمدّنا التاريخ بمعلومات عن حياته السابقة قبيل تعرّفه على بولس الرسول.

يتشكك البعض في التقليد القديم الذي يقول أنه كان من السبعين رسولاً - وهو رأي أبيفانيوس في القرن الرابع - وأنه أحد تلميذيّ عمواس اللذين التقى بهما الرب عشية قيامته.

أممي:

هو الوحيد من بين كتاب العهد الجديد الذي لم يكن يهوديًا بل كان أمميًا، غالبًا من إنطاكية سوريًا؛ قبل الإيمان المسيحي دون أن يتهود. هكذا شهد يوسابيوس المؤرخ الكنسي في تاريخه، وهكذا تقول كل التقاليد القديمة.

ولعل مما يؤكد ذلك ملاحظتان: يعطينا لوقا معلومات أكثر من غيره عن كنيسة إنطاكية (أع 11: 19 - 30، 13: 1 - 3 و22 - 35)، ويُرجع أساس تسمية مسيحي إلى إنطاكية (أع 11: 19)، كما أنه حينما يذكر السبعة شمامسة، يذكر نيقولاوس أنه إنطاكي دون أن يذكر جنسية أي شماس آخر.

باعترافه لم يعاين الرب يسوع بالجسد، وأنه اعتمد في كتابة إنجيله على ما تسلمه ممن سبقوه، وعلى ما كان مكتوبًا وشائعًا: "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 1 - 2).

أما كون لوقا أمميًا، فبالإضافة إلى التقليد الكنسي القديم، نرى القديس بولس في رسالته إلى أهل كولوسي يذكره ضمن الأمميين (كو 4: 14). لم يضمه إلى مَن هُم من أهل الختان (4: 10 - 11) مثل أرسترخس ومرقس أبن أخت برنابا ويسوع المدعو يسطس.

يوجد رأي آخر يجعل من لوقا أمميًا اهتدى إلى اليهودية، ولعل مصدر هذا الرأي هو الخلط بين اسم لوقا واسم لوكيوس الوارد في (أع 13: 1)، وكلاهما يرجع إلى أصل لغوي واحد. والأرجح أن لوقا كان أمميًا واهتدى إلى الإيمان المسيحي على يد أحد التلاميذ الذين نزحوا من أورشليم وقصدوا إنطاكية في وقت مبكر حوالي سنة 36، عقب التشتت الذي حدث بعد استشهاد استفانوس، وإن كان البعض يرجّحون أنه آمن بالمسيح على يد بولس الرسول، وهذا هو رأي العلامة ترتليانوس في القرن الثاني.

عمله مع الرسول بولس:

ارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية. ففي سفر الأعمال أقلع الإنجيلي لوقا مع الرسول بولس من تراوس عقب الرؤيا التي أُعلنت لبولس ورأى فيها رجلاً مكدونيًا يقول له: "أعبر إلى مكدونيا وأعنّا" (أع 16: 9) إلى ساموثراكى ثم إلى نيابوليس، ومن هناك إلى فيلبي (أع 16: 10 - 19 - الرحلة التبشيرية الثانية)، لأن سفر الأعمال يتكلم بعد ذلك مباشرة بصيغة المتكلم الجمع بعد أن كان يتكلم بصيغة الغائب الجمع.

من متابعة ودراسة سفر الأعمال واستخدام ضمير المتكلم الجمع بدل ضمير الغائب، نستنتج أن لوقا بعد سبع سنين من لقاء ترواس، التقى ببولس مرة أخرى في فيلبّي في رحلته الأخيرة إلى أورشليم (28: 30). ويبدو أن لوقا كان مرافقًا لبولس في رحلته إلى أورشليم أو على الأقل قريبًا منه، كما كان قريبًا منه مدة السنتين اللتين أُسر خلالهما في قيصرية (اع 24: 23)، كما رافقه في رحلته الأخيرة إلى روما، وبقى بالقرب منه هناك مدة الأسر الأول والثاني (كو 4: 14؛ 18، فل24؛ 25)، وظل الخادم الأمين والصديق الوفي لبولس إلى النهاية. ففي آخر رسالة كتبها بولس من سجنه في روما في لحظاته الأخيرة وهي رسالته الثانية إلى تيموثاوس يقول: "لوقا وحده معي" (2تي 4: 11).

هكذا ارتبط الاثنان معًا، فسجل لنا الإنجيلي لوقا الكثير من عمل الله الكرازي خلال الرسول بولس في سفر الأعمال؛ ودعاه الرسول بولس: "الطبيب الحبيب" (كو 4: 14)، كما دعاه بالعامل معه (الرسالة إلى فليمون).

تواضعه:

أما بقية حياة لوقا فلا نعلم عنها شيئًا على وجه التحقيق، وهذا دليل على ما اتصف به هذا الرسول من تواضع، لأنه على الرغم من أنه كتب الإنجيل الثالث ووضع سفر أعمال الرسل وذكر ببعض الإسهاب ما حدث لبولس في حياته الكرازية، فإنه أغضى عن ذكر نفسه وهذا واضحا في مقدمة إنجيله بالرغم من انضمامه للسبعين رسول واشتراكه في الخدمة مع السيد المسيح كما يقول التقليد، وسكت عن كل أعماله، حتى لقد ترك شيئًا من الشك يحوم حول شخصه والرسالة التي اضطلع بها.

إنجيل لوقا وأعمال الرسل:

ترك لنا لوقا الإنجيل الذي يحمل اسمه، الذي اعتمد في كتابته على وثائق ثابتة مكتوبة، وعلى ما استقاه من التقليد الشفوي الثابت، ويأتي في مقدمتها ما سمعه من البتول القديسة مريم، ويؤكد هذا تقليد كنسي قديم.

ولا يعرف على وجه الدقة الوقت الذي كتب فيه لوقا إنجيله، لكنه على أية حالات كُتب قبل سنة 70م، وهي سنة خراب أورشليم وهيكلها، لأنه يذكر في الإصحاح الحادي والعشرين نبوءة المسيح عن خراب أورشليم، مما يدل على أنه لم يكن قد حدث بعد، وهناك دلالات قوية على كتابته بين عامي 58 و63م.

اختُلِف في مكان كتابة الإنجيل، لكنه دوّنه وقدمه مع سفر الأعمال لشخص إسكندري يدعى ثاوفيلس (محب الله)، ويبدو أن ثاوفيلس هذا كان يشغل مركزًا اجتماعيًا ملحوظًا، ويحتمل أنه كان في خدمة الدولة كما يظهر من لقب "عزيز" الذي يخاطبه به لوقا (هو نفس اللقب الذي استخدمه بولس في خطابيه أمام فيلكس وفستوس الواليين الرومانيين في قيصرية). والثابت أن ثاوفيلس هذا كان متنصِّرًا أو موعوظًا يستعد للعماد، ويتضح هذا من قول القديس لوقا له: "لتعرف صحة الكلام الذي وُعِظت به" (لو 4: 1).

كتب لوقا إنجيله للأمميين لاسيما اليونانيين، لذا فهو يشرح بإيجاز للقراء الأمميين موقع المدن الفلسطينية والمسافات بينها وبين أورشليم. كما أنه لا يرجع إلى نبوات ولا يشير إلى إتمامها في شخص الرب يسوع على نحو ما يفعل متى في إنجيله، لكنه يقدّم نظرة عامة وشاملة على المسيح كمخلص جميع البشر، ومتمم اشتياقات كل قلب. ومن هنا فإن سلسلة نسب المسيح يرجعها لوقا لا إلى إبراهيم كما فعل متى، بل إلى آدم ابن الله وأب جميع البشر. كما يهتم لوقا اهتمامًا خاصًا بإبراز أن المسيح مخلص الأمم أيضًا، وهو الوحيد بين البشيرين الذي ذكر إرسالية السبعين رسولاً الذين يمثّلون الأمم الوثنية مقابل الرسل الإثنى عشر الذين يمثلون أسباط إسرائيل الاثنى عشر. ولوقا في إنجيله يظهر المسيح الإنسان في ملء بشريّته، وأنه مثلنا في كل شيء ما خلا الخطية، ويصوره في كل البشارة على أنه صديق الخطاة الرحيم، شافي المرضى، مُعَزّي منكسري القلوب، وراعي الخروف الضال.

كما كتب لوقا سفر أعمال الرسل - بإجماع الكنيسة الأولى - وهو تكملة للإنجيل الثالث. ويسجّل لوقا في إنجيله حياة السيد المسيح وأعماله، أما في سفر الأعمال فيسجل عمل الروح القدس الذي نلمسه ظاهرًا ملموسًا في كل خطوة. فكلمة "الروح" و "الروح القدس" تتكرر مرارًا عديدة في سفر الأعمال أكثر من أي سفر آخر في العهد الجديد.

سفر أعمال الرسل كتاب مفرح كالإنجيل الثالث، فهو مملوء من الغيرة الرسولية والرجاء ويسجل التوفيق والنجاح، وحتى الاضطهاد والاستشهاد يحوّلهما إلى مناسبة للفرح والشكر. إنه أول تاريخ للكنيسة الأولى، ولذا يعتبر لوقا أول مؤرخ كنسي. ولا شك أن كتابته احتاجت لسنوات عديدة لتجميع المعلومات التي كان لوقا شاهد عيان لها حينما كان رفيقًا لبولس في الخدمة والأسفار. ويبدو أنه انتهى من كتابته عقب الأسر الأول للقديس بولس في روما مباشرة، وقُبيل الاضطهاد المروع الذي أثاره نيرون والذي استشهد فيه بولس، لأنه لا يذكر عنه شيئًا.

كان القديس لوقا طبيبًا (كو 4: 14) كان قبل إيمانه بالمسيح يمارس مهنة الطب، هكذا يذكره بولس إلى أهل كولوسي "لوقا الطبيب" (كو 4: 14). لذا لا تعجب إن رأيناه في إنجيله يظهر الرب يسوع كطبيب للبشرية ومخلّص العالم. وكان رسامًا، جاء في التقليد أنه رسم أيقونة السيدة العذراء.

قيل أنه عاش بتولاً، وتذكر بعض التقاليد القديمة أنه استشهد في سن الرابعة والثمانين، وأنه مات مصلوبًا على شجرة زيتون في أيلوي Eloea ببلاد اليونان. وأن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني قد نقل رفاته إلي القسطنطينية عام 357 مع رفات اندراوس الرسول - نقلت من بترا Petrae في أخائية إلى كنيسة الرسل في القسطنطينية، وفي عام 1177م نقلت إلى Padau بإيطاليا.

باقات عطرة من سير الأبرار والقديسين، صفحة 72.

لوقا العمودي القديس

قائد محب للوحدة

وُلِد بإحدى بلاد الفرس من أبوين مسيحيين، ثم تجنّد وتدرّج في مراتب الجندية حتى صار أميرًا على مائة جندي.

وبعد ذلك أحب العزلة فترك العالم وكل مجده وترهَّب بأحد أديرة المشرق.

سيامته قسًا

لما اشتهر فضله قدّموه قسًا على هذا الدير، ومن ذلك الحين بدأ حياة التقشف وملازمة الصوم والصلاة، فكان يصوم ستة أيام متواصلة ويفطر في اليوم السابع بعد خدمة القداس على قربانة صغيرة وقليل من البقل الأخضر.

ثم أقام على صخرة عالية مدة ثلاث سنين، فسمع يومًا ما صوت ملاك يدعوه باسمه أن ينزل، فنزل فأراه صليبًا من نور، وتبع الصوت وكان الصليب يتقدمه إلى أن أتى إلى بعض الجبال، وهناك مكث مدة من الزمان يُعَلِّم زائريه طريق الخلاص.

ثم أُوحِي إليه من الله أن يأتي قرب القسطنطينية، فأتى إلى ضيعة قريبة منها وأقام على صخرة هناك على شكل عمود مدة خمس وأربعين سنة يجاهد الجهاد الروحي، وأعطاه الله نعمة النبوة وموهبة عمل المعجزات، فكان يشفي كل من يقصده من المرضى.

ولما أكمل سعيه المقدس تنيح بسلام في اليوم الخامس عشر من شهر كيهك، فمضى تلميذه وأعلم الأب البطريرك بنياحته، فأخذ معه الكهنة والصلبان والمجامر وجاء إلى حيث جسد القديس لوقا، وحملوه بالصلاة إلى القسطنطينية.

في اليوم الثالث من نياحته، الذي هو اليوم السابع عشر من شهر كيهك وضعوه في الهيكل. وبعدما صلوا عليه وتبارك المؤمنون من جسده الطاهر، وضعوه في تابوت رخام بجوار أجساد القديسين، وقد أظهر الله من جسده آيات كثيرة.

السنكسار، 17 كيهك.

لوقيوس وتادرس الأسقف الحارس الشهيدان

أسقف المدن الخمس الغربية (سيرين)

سام البابا ثاونا تادرس أسقفًا نحو سنة 304م على المدن الخمس الغربية (على سيرين في المصادر الغربية). وقد جمع بين القداسة والإبداع الفني. فكان يقضي فترات راحته في زخرفة المخطوطات، وقد برع في هذا الفن حتى أقبل على اقتنائها كثيرون حتى من خارج مدينته. واستطاع بفنّه أن يجتذب بعض الوثنيين إلى الإيمان المسيحي.

استاء منه الوالي الروماني في بتوليمايس، العاصمة، وكان يدعى دجينيانوس أو بيلاطس. قبض عليه بناء على تعليمات دقلديانوس كما قبض على بعض النساء الشريفات وبعض الأراخنة الليبيين.

طلب منه الوالي أن يسلم لوحاته الفنية فرفض، حكم عليه بالجلد بسياط في نهايتها قطع من الحديد، فسال دمه.

لم يكد يتمالك نفسه حتى زحف على الأرض تجاه المذبح الوثني المقام في ساحة المحكمة لإغراء المسيحيين لتقديم بخور فيُعفي عنهم. دفعه بكل ما بقى له من قوة فانقلب المذبح على الأرض.

ثارت ثورة الوالي والقاضي، فأمر الأخير بسلخ جلده وصب الخل عليه، أما هو فكان يهتف باسم المسيح أثناء تعذيبه. أمر الوالي بقطع لسانه، وإلقائه في السجن حتى لا يكون سببًا في تحويل أحد إلى الإيمان المسيحي.

ظهور السيد المسيح له في السجن

ظهر له السيد المسيح في السجن وشفاه من جراحاته وأعاد إليه لسانه فآمن لوقيوس حارس السجن واندهش الوالي لِما حدث وأطلق سراحه.

حاول لوقيوس أن يجتذب الوالي والقاضي إلى الإيمان المسيحي، فنجح في كسب الأول دون الثاني.

انطلق لوقيوس والوالي إلى قبرص، وهناك انكشف أمرهما. ذهب لوقيوس إلى والي الجزيرة وأعلن عن إيمانه مجاهرة بكل شجاعة، أما الوالي فيبدو أنه اختفى في الجزيرة أو تركها. أما الأسقف تادرس فعاد إلى نشاطه الروحي والفني، ويبدو أنه استشهد بعد ذلك كما جاء في السنكسار القبطي والروماني واليوناني.

أما النساء الشريفات والأراخنة الذين أودعوا في السجن مع الأسقف فصدر الأمر بإعدامهم جميعًا.

د. ميخائيل مكس إسكندر: تاريخ كنيسة بنتابوليس، 1987، ص 341 - 342.

لوكاس الشهيد

كان لوكاس أو لوسيوس Lucius شماسًا، واستشهد في بلاد فارس مع شماس آخر اسمه موسيوس Mucius، وبارمنيوس Parmenius وهليميناس Helimenas وخريسوتيلُس Chrysotelus الكهنة. ويقال أن هذه الجماعة وعلى رأسهم أسقف بابل بوليكرونيوس Polychronius استشهدوا في زمن الإمبراطور ديسيوس Decius، وذلك في كوردولا Cordula بالقرب من نهر دجلة Tigris. وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في الثاني والعشرين من شهر إبريل.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 743.

لوكزوريوس وسيسيلَس وكاميرينَس الشهداء

جندي يبحث عن الله

كان لوكزوريوس جنديًا رومانيًا وكان متعلمًا. وقع تحت يده يومًا كتاب المزامير فتأثر به للغاية، وبالذات حين قرأ المزمور 85 (86): "لا مثيل لك بين الآلهة يا رب ولا مِثل أعمالك. كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب ويمجدون اسمك. لأنك عظيم أنت وصانع عجائب. أنت الله وحدك" (مز86: 8 - 10).

آمن لوكزوريوس أن هذا الإله الموصوف في المزمور ليس إلا إله المسيحيين، وجعل الآية التالية في المزمور كما لو كانت له: "علمني يا رب طريقك. أسلُك في حقك. وحِّد قلبي لخوف اسمك" (مز 86: 11).

رشم نفسه بعلامة الصليب وتوجه إلى أقرب كنيسة، فوجد الشعب يرتل المزمور 118 (119): "أحسِن إلى عبدك فأحيا وأحفظ أمرك. اكشف عن عينيَّ فأرى عجائب من شريعتك" (مز 119: 17 - 18). استعار لوكزوريوس المزيد من الكتب وحفظ المزامير وكُتب الأنبياء عن ظهر قلب، وأخيرًا قرأ الأناجيل فاستنارت روحه بالإيمان وآمن بالسيد المسيح وتعمَّد.

اضطهاده

في ذلك الوقت أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين، وبدأ دلفيوس الحاكم ينفِّذ الأوامر الإمبراطورية في كل الأنحاء بما فيها جزيرة سردينيا، حيث كان لوكزوريوس متمركزًا. كان الجندي لوكزوريوس من أوائل من أُحضِروا أمامه، ومعه ولدان صغيران هما سيسيلَس وكاميرينَس، كانا لا يزالان يلبسان ملابس العماد البيضاء.

أمر الحاكم لوكزوريوس بإنكار المسيح ولكنه رفض، فربطه في عمود وجلده، وكان القديس أثناء جلده يرتل المزامير ممجدًا الرب، حتى يرتفع بعقله عن الإحساس بألمه وأيضًا تشجيعًا لرفيقيه الصغيرين. أخيرًا لما شعر الحاكم بفشله معهم، أمر بقتل ثلاثتهم بالسيف فنالوا إكليل الشهادة حوالي سنة 303م.

Butler, August 21.

لوكيانوس أو لوقيانوس الأنطاكي

لوكيانوس أو لوقيانوس الأنطاكي:

علاقته ببولس السميساطي:

وُلد في سميساط من أسرة شريفة. درس الكتاب المقدس علي يد مفسر مشهور يدعي مكاريوس. قيل أن بولس السميساطي استقدمه إلي إنطاكية وعُني به وسامه كاهنًا وأوكل إليه الإشراف علي الدين المسيحي.

تشرب لوقيانوس شيئًا من ضلال بولس السميساطي، فسقط تحت الحرم معه. ظل محرومًا حتى تولي تريانوس (314 - 316م) الأسقفية بإنطاكية بعد كيرلس. يذكره القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بأنه هو وأتباعه أنكروا أن للسيد المسيح نفس بشرية.

جاء عن استيرويوس تلميذ لوقيانوس أنه عدّل تعليم معلمه لوقيانوس، فقال إن طبيعة الابن هي صورة مشابهة تمامًا لطبيعة الآب.

صرح آريوس ويوسابيوس النيقوميدي وغيرهما من الأريوسيين أو شبه الأريوسيين أنهم من أتباع لوقيانوس ويقولون بقوله ويدينون بمذهبه.

يري البعض أن استشهاد لوقيانوس عام 312م غسل ذنوبه ورفعه إلى مرتبة الشهداء القديسين.

تصحيح الترجمة السبعينية:

قام بتصحيحها فاستبدل بعض الكلمات الغامضة، بما اعتبره أدق وأوضح منها. كما استعاض عن الضمير في بعض الأحيان بالأسماء التي يشير إليها هذا الضمير.

بالرغم من خروجه عن الإيمان الأرثوذكسي استخدمت ترجمته للعهد القديم في كثير من الكنائس.

لوكيانوس الشهيد

لا نعلم شيئًا عن موطنه، وكل ما نعرفه عنه أنه كان كاهنًا للأوثان، وأنه استشهد في عهد أوريليانوس قيصر (270 - 275م). أما السبب فهو تأثره بمناظر تعذيب الشهداء المسيحيين بالضرب والحرق وتقطيع الأعضاء، كما شاهد كثيرين يلقون في النار ولم تمسهم بأذى، فتعجب. وإذ قارن بين قوة إله المسيحيين الذي يستنجدون به ويعينهم، وبين أوثانه التي يتعبد لها أيقن أنه ليس لها قوة على ذلك، وخلص إلى نتيجة وهي أن الإله الذي يفعل هذه العجائب لاشك أنه هو الإله الحق.

تقدم واعترف بإيمانه وكان يصيح قائلاً: "أنا مسيحي". فقُبض عليه وعُذب كثيرًا مع أربعة من المسيحيين وألقي معهم في أتون نار، فأرسل الله مطرًا غزيرًا أطفأ النار. أخيرًا صلبوه حتى فاضت روحه، أما الأربعة الذين كانوا معه فقُطِعت رؤوسهم ونال الجميع إكليل الشهادة.

السنكسار، 9 بؤونة.

لوكيوس الأب

لوكيوس الأب

حوار مع الميساليين:

زار بعض الرهبان المدعوين "المصلّيين" (يدعون أيضًا ميساليين لأنهم ينادون بالصلاة ويهملون العمل) الأب لوكيوس فسألهم: ما هو عملكم اليدوي؟ قالوا: نحن لا نعمل، إنما كما يقول الرسول بولس، نصلي بلا انقطاع. قال لهم الأب لوكيوس: ألا تأكلون؟ قالوا: نعم. قال لهم: عندما تأكلون، من يصليّ عنكم؟ ثم قال لهم ألا تنامون؟ قالوا له: نعم. فقال لهم: ومن يصلي عنكم أثناء نومكم؟ فلم يجدوا ما يجيبون به. فقال لهم: سامحوني يا أخوتي، إنكم لا تفعلون ما تقولون. أما أنا فأثبت لكم أني بعملي أصلّي بدون انقطاع. اجلس للعمل بمعونة الله وأجدل الخوص وأنا أردد: "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك وكمثل كثرة رأفتك امح إثمي". ثم قال لهم: أليست هذه صلاة؟ قالوا: نعم. قال لهم: إذن عندما أعمل وأصلّي أربح فوق عملي وصلاتي ست عشرة قطعة نقدية، أتصدّق باثنتين منها وأعيش بالباقي. والذي أتصدق عليه يصلّي من أجلي. وعندما آكل وأنام تتم صلاتي بنعمة الله بدون انقطاع.

لومان الأسقف القديس

كان للقديس باتريك Patrick أخت اسمها تيجريس Tigris. وكان لومان ابنها، وهو أحد التلاميذ الذين تبعوا القديس باتريك إلى أيرلندا.

كرازة في السفينة بالترانيم

عندما استقر رأي القديس باتريك على أن يذهب إلى تارا Tara ترك وراءه القديس لومان لكي يعتني بالسفينة ويوجهها إلى أعالي البوين Boyne.

حدث أن سمعه فورتشرن Fortchern ابن حاكم تريم Trim وهو يرنم في السفينة فانجذب إليه جدًا حتى أنه جاء إلى حافة المياه ليسمعه بوضوح. تكلم معه القديس لومان وأخذ يعلمه ثم بدأوا في الترنيم سويًا، ثم انضمت لهم بعد ذلك والدة فورتشرن التي كانت أميرة إنجليزية أو اسكتلندية مسيحية، وامتلأت بهجة وفرحًا لأن بشارة المسيح وصلت إلى أيرلندا.

بعد ذلك أتى والد فورتشرن واسمه فيديلميد Fedelmid وتعمَّد هو وأهل بيته، وأعطى للقديس باتريك أرضًا في تريم لكي يبني عليها كنيسة، وهي نفسها التي رُسِم فيها القديس لومان أسقفًا.

وبعد مدة قصيرة أصبح فورتشرن أيضًا أسقفًا وقديسًا وصار من الواضح نجاح القديس لومان في تريم.

وقد تنيّح القديس لومان حوالي سنة 450م.

Butler, February 17.

لونجينوس الأب

بخصوص أفكارٍ ثلاثة

سأل الأب لونجينوس الأب لوكيوس عن أفكارٍ ثلاثة، قائلاً: أريد أن أعيش في غربة. قال له الشيخ: إذا لم تحفظ لسانك، لن تكون غريبًا أينما حللت. احفظ لسانك هنا، فتصير غريبًا.

قال له أيضًا: أريد أن أصوم. أجابه الشيخ: قال النبي إشعياء: "إذا أحنيت عنقك كما إلى طوق حديدي، لن يسمّى هذا صومًا مقبولاً" (إش5: 58)، لكن بالأحرى أضبط الأفكار الشريرة.

ثم قال له ثالثة: أريد أن أهرب من الناس. أجابه الشيخ: إذا لم تحقق الفضيلة مع الناس أولاً، لا تستطيع بمفردك، وأنت في البرية، أن تحققها.

شفاء امرأة من السرطان

كان ثمة امرأة تشكو من داء السرطان في صدرها. فلما سمعت بالأب لونجينوس، طلبت أن تراه وكان يقيم في غرب الإسكندرية. فلما مضت إليه، وجدته يجمع الحطب قرب البحر، فقالت له: أين يقيم الأب لونجينوس عبد الله يا أبت؟ ولم تكن تعرف أن الذي تكلمه هو لونجينوس نفسه. فقال لها الأب لونجينوس: وماذا تريدين من هذا المخادع الغشاش؟ لا تذهبي إليه. ثم سألها عمّا بها، فكشفت له المرأة عن دائها، فبارك الموضع، وأطلقها قائلاً: اذهبي، والرب يشفيكِ، لأن لونجينوس لا يمكنه أن ينفعك البتة. فمضت المرأة مؤمنة بما قاله لها، وللحال شفيت من دائها. وحين قصت على الناس أمرها ووصفت لهم ملامح الأب الذي باركها، فقالوا لها إن الذي باركها هو لونجينوس نفسه.

يُرعب الشياطين

ذات يوم أحضروا إليه إنسانًا به شيطان، فقال لهم: ليس لي ما أقدمه لكم، لكن اذهبوا به إلى الأب زينون. وبعد أن أخذوه إليه، بدأ ذاك ينتهر الشيطان ليخرجه. أما الشيطان فكان يصرخ ويقول: هل تعتقد يا زينون إنني بسببك أخرج الآن؟ إن لونجينوس يصلّي إلى الله ضدي. فأنا أخاف صلواته، أما أنت فلا أكترث لك.

الروح القدس وتوقف الأهواء

قال الأب لونجينوس للأب أكاكيوس: المرأة تعرف أنها قد حبلت، عندما يتوقف دمها. هكذا النفس، فإنها تحبل بالروح القدس عندما تتوقف الأهواء التي تجري من تحتها. فإذا كانت تساكن الأهواء، كيف تقدر أن تتظاهر بعدم الهوى؟ أعط دمًا وخذ روحًا.

لونجينوس الأسقف ويوليانوس الراهب الكارزان

كرازته في النوبة

هاجر إلى النوبة عدد كبير من الأقباط فيما بين القرن الثاني والقرن السادس الميلادي، وفي وسط الاضطرابات العقيدية التي جازتها الكنيسة في القرن السادس، والاضطهاد الذي عاناه الأنبا ثيؤدوسيوس بابا الإسكندرية على يد الإمبراطور جوستنيان، شغل الراهب يوليانوس نفسه عاملاً على توصيل رسالة المسيح إلى الذين لم يسمعوها من أهل بلاد النوبة.

وفي سنة 542م - إذ كان الراهب يوليانوس موجودًا في النوبة - أرسل الإمبراطور وفدًا من عنده ليبشر النوبيين مناوأة منه لكنيسة الإسكندرية، فوصل وفد الإمبراطور إلى المملكة المتاخمة للحدود المصرية والتي كانت عاصمتها وقتذاك مدينة فرس Faras، ولكن سيلكو ملكها رفض هذا الوفد الإمبراطوري، إذ كان قد اطمأن إلى وفد الكنيسة القبطية وارتاح إلى معاملته وتعاليمه.

تسليم الخدمة للنجينوس

قضى الراهب يوليانوس في تلك المملكة ثماني عشرة سنة، نجح خلالها في تأسيس كنيسة منظمة لها رعاتها وخدامها العاملين فيها، ثم سلّم الشعلة المقدسة إلى راهب آخر اسمه لونجينوس كرّس حياته تكريسًا تامًا لخدمة الشعب النوبي.

ونهج الملك أربيثوم ابن الملك سيلكو منهج أبيه من طاعة للوفد الكنسي القبطي، وتحت تأثير لونجينوس أمر بتحويل المعابد إلى كنائس.

لونجينوس أسقف النوبة

سمع ملك علوه (المملكة الوسطى) بجهاد لونجينوس الروحي، فبعث إليه برسالة سنة 575م يدعوه أن يأتي إلى بلاده، فلبّى الدعوة فورًا وذهب إلى منطقة سوبا، ولم يلبث أن اكتسب الملك إلى الإيمان وامتدت المسيحية بجهوده حتى بلغت ضفاف النيل الأزرق.

ولشدة فرح الأنبا ثيؤدورس أسقف فيلا بأعماله تحدث عنه إلى الأنبا دميانوس الذي كان يجلس إذ ذاك على السُدة المرقسية، وفرح البابا بدوره فرحًا جعله يرسم لونجينوس أسقفًا على النوبة سنة 580م.

استكمالاً للرسالة ترجم الأقباط الكتاب المقدس إلى اللغة النوبية، وأصبحت النوبة أسقفية تابعة للكرسي المرقسي، ومع ذلك فقد سار الأقباط معهم على خطة احترام قوميتهم كما احترموا من قبل القوميات المختلفة في كل المناسبات التي ربطت بينهم وبين الشعوب الأخرى.

قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثالث صفحة 169.

لونجينوس الشهيد

في الرابع والعشرين من شهر بابه تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديسين بولس ولونجينوس ودينة. (راجع حرف "ب" باسم بولس).

لونجينوس القائد الشهيد

اشتراكه في الصلب

كان يوناني الجنس من إحدى بلاد الكبادوك. ولما مَلَك طيباريوس قيصر وعيّن بيلاطس البنطي واليًا على أرض اليهودية كان لونجينوس أحد الجنود الذين رافقوه. فلما أتى الوقت الذي شاء فيه ربنا أن يخلص الخليقة، كان لونجينوس أحد الجنود الذين تولّوا أمر صلب رب المجد.

وحدث أنه بعد أن أسلم السيد المسيح روحه أن طعنه لونجينوس بحربة في جنبه فخرج منه دم وماء، فتعجّب من ذلك، وزاد عجبه لمّا شاهد ظلام الشمس، وانشقاق حجاب الهيكل، وتشقق الصخور، وقيام الموتى من القبور. وتحقّقت لديه الآيات التي عملها ربنا من وقت ميلاده إلى وقت صلبه.

ولما أخذ يوسف الرامي جسد المخلص وكفّنه ووضعه في القبر، كان لونجينوس حاضرًا وقت ختم القبر.

إيمانه

ولما قام المسيح والقبر مختوم تحيّر وسأل الله أن يعرّفه هذا السر، فأرسل إليه بطرس الرسول فأعلمه بأقوال الأنبياء عن المخلص، فآمن على يد الرسول وترك الجندية وذهب إلى الكبادوك بلده وبشّر فيها بالمسيح. ولما سمع به بيلاطس كتب عنه إلى طيباريوس فأمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة.

ظهور رأسه

في الخامس من هاتور تحتفل الكنيسة بتذكار ظهور رأسه. وكيفية ظهوره أن الجندي بعد أن قطع رأسه أتى بها إلى أورشليم وسلمها إلى بيلاطس البنطي، وبيلاطس أراها لليهود فسرّهم ذلك، ثم أمر أن يدفن الرأس في بعض الكيمان التي بظاهر أورشليم. وكانت هناك امرأة آمنت على يد القديس لما بشّر بالكبادوك، ولما ضُرِبت رقبته شاهدت أمر استشهاده وهى واقفة تبكي. وقد أصيبت بعد ذلك بالعمى فأخذت ولدها وقصدا أورشليم لتتبارك من الآثار المقدسة والقبر المحيِّ عساها تبصر. ولدى وصولها المدينة مات ولدها فحزنت وأفرطت في الحزن على حالتها، وعلى عدم وجود من يرجعها إلى بلادها. وأثناء نومها أبصرت القديس لونجينوس ومعه ولدها الذي مات، فأرشدها إلى المكان الذي دفن فيه رأسه، وأمرها أن تحمله من هناك. فلما انتبهت سألت عن المكان ومضت إليه وحفرت في الأرض فخرجت رائحة بخور زكية، ولما وصلت إلى رأس القديس أشرق منه نور فانفتحت عيناها وأبصرت في الحال، فمجدت السيد المسيح وقبَّلت الرأس وطيّبته ووضعته مع جسد ابنها، ثم عادت إلى بلادها ممجدة السيد المسيح الذي يظهر عجائبه في قديسيه.

السنكسار، 23 أبيب.

لونجينوس القديس

كان من أهل كيليكية وترهب بأحد الأديرة التي كان والده لقيانوس قد ترهب فيها بعد وفاة زوجته، وكان قد استأذن والده في الذهاب إلى مصر فوصل إلى الإسكندرية وقصد دير الزجاج غربي الإسكندرية.

قبله الرهبان بفرح وحينما تنيّح رئيس الدير، ونظرًا لِما رآه الرهبان في هذا القديس من الفضائل والسلوك الحسن اختاروه رئيسًا على الدير. بعد قليل أتى إليه أبوه لقيانوس، وكانا يعملان بصنع قلاع المراكب ويقتاتان من عملهما. وقد أجرى الله على أيديهما آيات كثيرة ثم تنيّح الأب لقيانوس بسلام.

لما تملّك مرقيان الذي كان له اليد الطولى في عقد مجمع خلقيدونية، أرسل رسلاً إلى كل مكان يحملون نسخًا من قانون الإيمان الجديد الذي وضعه مجمع خلقيدونية ويقول فيه بالطبيعتين. فوصل بعض الرسل إلى دير الزجاج وأعطى لونجينوس نسخة منها للتوقيع عليها، فقال لهم: "أنا لا أقدر على عمل شيء بغير مشورة آبائي. تعالوا معي حتى نشاورهم".

ثم أدخلهم إلى المغارة التي فيها أجساد الشيوخ ووضع النسخة على أجسادهم ثم قال: "يا آبائي لا تقولوا أنكم قد رقدتم واسترحتم، فهوذا نسخة هذه الأمانة الجديدة القائلة بالطبيعتين. فهل أوقّع عليها أم لا؟" فخرج صوت من الأجساد سمعه جميع الحاضرين قائلاً: "لا تقبل ولا تخرج عن إيمان الآباء السالفين، وادفع هذا المكتوب عنا". فلما رأى الرسل وسمعوا هذا انتابهم خوف ورعدة ولم يعودوا إلى الملك بل حلقوا شعورهم وترهّبوا وأقاموا بالدير إلى يوم نياحتهم.

أما القديس لونجينوس فقد أكمل سعيه الصالح وتنيّح بشيخوخة صالحة في اليوم الثاني من شهر أمشير.

جريدة وطني، عدد 1783: 25 فبراير 1996، صفحة 3.

ليارية الشهيدة

دعوة للاستشهاد

وُلدت في إحدى قرى مركز طلخا محافظة الدقهلية من أبوين مسيحيين علّماها وربّياها بتعاليم المسيحية، فكانت تداوم على الصلاة والصوم. في أحد الأيام ظهر لها ملاك الرب وهي تعمل وقال لها: "لماذا أنتِ جالسة هنا والجهاد قائم والإكليل مُعَد؟" فقامت ووزّعت أموالها على الفقراء ثم ذهبت إلى سرسنا بمحافظة بني سويف واعترفت أمام الوالي بالسيد المسيح.

أخذ الوالي يعذّبها بشتى أنواع العذابات، وكان معها القديس شنوسي الذي كان يعزّيها ويشجعها. مشّط الوالي لحمها ووضع مسامير محمّاة في أذنيها ثم ربطها مع سبعة آلاف وستمائة مسيحي، وأخذهم في مركب إلى بلدة طوة. وكان أن تمساح اختطف ابن وحيد لأمه، فصلّت القديسة إلى الله الذي استجاب لها ووُجد الطفل معافى. لما وصلت إلى طوة أمر الوالي بإحراقها فلم تمسسها النار بأذى، فقطع رأسها ونالت إكليل الشهادة في الخامس والعشرين من شهر أبيب.

شهيدات المسيحية، صفحة 102.

لياندرالشهيد

احد سبعة أعضاء في مجلس الشيوخ، استشهدوا جميعًا في تريف Tréves وذلك سنة 286م تحت حكم رِكتيوفارَس Rictiovarus.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 637.

ليباريا الشهيدة

استشهدت ليباريا - أو ليبرتا Liberta أو ليبراريا Libraria - مع أختها سوسنة Susanna وأخويها إيليفيوس Eliphius ويوكاريوس Eucharius أسقف تول Toul سنة 362م.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 712.

ليبانيوس القديس

نشأته

لا يُعرف شيء عن نشأته، فهو ليس أثيوبيًا، لكنه علّم بأثيوبيا وتنيّح ودُفن فيها.

ظهر في عهد حكم إلياجاباز Ellagabaz الذي لا يُعرف أيضًا تاريخه، وفي عهد الأسقف إيلياس الذي لم يُذكر حتى اسمه في قائمة الأساقفة الأثيوبيين.

توجد عظة منسوبة إلى الأسقف إيليا، فيها جاء أن ليبانيوس انحدر من أسرة ثرية في نجست Negest. وفي يوم زفافه ترك عروسه واتجه إلى دير زيت ريجينا، معناه "جبل الزيتون" أو "دير الزيتون". هناك لبس زيّ الرهبنة، ثم أوحي إليه الملاك جبرائيل أن يذهب إلى أثيوبيا. قيل أن هذا الأمر تلقّاه من القديس باخوميوس في صعيد مصر.

في أثيوبيا

استمر في دير بأثيوبيا حتى سمع عنه الأسقف إيلياس فدعاه إلى مقره بأكسيوم Axum. ولا نعرف المدة التي قضاها في البرية، غير أنها لم تكن طويلة فقد سمع الملك بخلافه مع أسقف سيماني Simany فغضب، غير أن راهبًا آخر يُدعى أدهاني Adhany نجح في حل النزاع بين الراهب ليبانوس والملك.

تأسيس دير هاوزن

عاش ليبانوس في مغارة لمدة ثلاث سنوات في عزلة تامة، وقد صار الراهبان ليبانوس وأدهاني صديقين حميمين، حيث أسّسا ديرًا في هاوزن Hawzin بمقاطعة تجري. كما بنيا كنيسة على اسم الصليب المقدس Betaa Masqal، أي بيت الصليب.

عاش الراهب ليبانوس بعد نياحة رفيقه عدة سنوات مصليًا من أجل سلام أثيوبيا، وقد منحه الله موهبة شفاء الأمراض.

قام بدور كبير في ترجمة الكتاب المقدس من اليونانية إلى الأثيوبية.

تحتفل الكنيسة الأثيوبية بتذكاره في الثالث من شهر طوبة من كل عام.

دير البراموس: الرهبنة الحبشية، ص100.

ليبرالس القديس

يوجد أكثر من قديس يحملون اسم ليبرالس:

1. ليبرالس الشهيد الذي استشهد في الغالب أثناء اضطهاد دقلديانوس. وقد شيَّد داماسوس Damasus أسقف روما مقالاً لإحياء ذكراه كتب فيه سيرته، إلا أن اسمه لم يُذكَر في أيّ من كتب سير الشهداء.

2. ليبرالس المعترف حوالي سنة 400م، الذي كان من ألتينام Altinum والتصق بهليودورس Heliodorus أسقف المدينة. وتعيّد له الكنيسة الغربية في السابع والعشرين من شهر إبريل.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 716.

ليقانوس القديس

عند افتراق القديسين التسعة القادمين من صعيد مصر إلى أثيوبيا، كل إلى المنطقة التي يؤسس فيها ديره، انتقل القديس ليقانوس إلى شمال أكسوم وأسّس دير دوناسل Donasil، وهو يعرف باسم مؤسّسُه إلى يومنا هذا.

تحتفل الكنيسة الأثيوبية به في يوميّ 28 هاتور و4 طوبة.

دير البراموس: الرهبنة الحبشية، 1999م.

ليكية الشهيدة

قلب ناري

قبلت هذه القديسة الإيمان بالسيد المسيح على يديّ الرسول بولس. فاختبرت عذوبة الحياة الجديدة في المسيح يسوع. وتمتعت بروح الرسول بولس الناري نحو السعي لخلاص كل إنسانٍ.

كانت تذهب إلى معبد الأوثان لعلها تجد فرصة أن تتحدث مع أحد الوثنيين لكي تنفتح عيناه ويبصر عمل الله الخلاصي.

حوار مع الوالي

سمع الوالي عن هذه العذراء فاستدعاها مع بعض الشباب. عرض عليها الوالي أن يستميلها بكل وسيلة لكي تعبد الأوثان، تارة الوعود وأخرى بالتهديدات. وقد دار بينهما الحوار التالي:

خير لكِ أن تذبحي للآلهة فتعيشي، ولا تموتي بالعذابات.

لن أذبح لمصنوعات الأيدي، إنما أريد أن أكون ذبيحة حب لذاك الذبيح الأعظم.

سأُذيقك من العذابات ألوانًا، ولن تستطيعي أن تفلتي من يدي.

إني لن أهرب من يوم عرسي! كيف أتنازل عن مكافأتي؟ كيف أترك إكليلي؟ الهروب من هذا الموت هو الموت بعينه. أما الموت من أجل مخلصي فبه أربح نفسي لحياة أبدية.

ولِمَ لا ينقذك إلهك؟

لأنه وعدنا بأن الألم هو طريق الملكوت.

رجمها

حكم على العذراء بأن تُلقى في حفرة عميقة، وقام الجنود بقذفها بالحجارة كأمر الوالدين ثم قاموا برجمها بالتراب. وهكذا أسلمت القديسة روحها الطاهرة.

تعيّد لها الكنيسة في 25 ديسمبر من كل عام.

مطرانية جرجا: بستان القديسات، ج 4.

ليمنَيوس وثالاسيوس القديسان

أقام ثالاسيوس في كهف في جبل جنوب مدينة طيليما Tillima في سوريا. جاء ليمنَيوس الذي كان أصغر منه سنًا بكثير ليعيش معه كتلميذٍ له. التزم ليمنَيوس بالصمت التام ليتحكم في لسانه الطليق، واستطاع بتدريبات مماثلة اقتناء السيطرة الكاملة على نفسه. وبعد فترة ترك ليمنَيوس ثالاسيوس ليذهب إلى متوحد أخر هو القديس الشهير مارو Maro، وأكمل تدريباته على يد هذا القديس. ثم ذهب ليعيش منفردًا على قمة جبل مجاور حيث بنى لنفسه سياجًا من الحجارة الصلبة بدون طلاء أو سقف، وكان لهذا السياج نافذة صغيرة يستطيع من خلالها الاتصال بالعالم الخارجي، وباب مغلق دائما بالأسمنت ويفتح فقط ليسمح بدخول الأسقف ثيودورت Theodoret.

اشتهر هذا الناسك بقوة الشفاء للمرضى، وكان الذين يتعذّبون بالأرواح الشريرة يأتون إلى نافذته وكان يشفيهم باسم السيد المسيح برشم الصليب عليهم.

في إحدى المرات مشى عليه ثعبان ولدغه في كعبه، وعندما حاول إبعاده لدغه في يده، عانى من آلام كثيرة لكنه شفى بالصلاة، وكان له تأثير خاص على العميان، واعتاد جمعهم وتعليمهم التراتيل. أيضًا بنى لهم منزلين بجوار صومعته وعمل كل ما يستطيع لمساعدتهم.

قال ثيودورت أن ليمنَيوس عاش لمدة ثماني وثلاثين سنة بهذه الطريقة في الهواء الطلق، إلى أن تنيّح في سنة 450م.

Butler, February 22.

لينُس البطريرك

يرى بعض إخوتنا الكاثوليك أنه أول من جلس على كرسي روما بعد القديس بطرس الرسول، ولكن ليس من المعروف أي تفاصيل عن حياته.

كتب عنه القديس إيريناؤس حوالي سنة 189م، رابطًا بينه وبين لينُس المذكور في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس (2تي 4: 21). ومع أن اسمه يُذكر متصفًا بـ "الشهيد" في التراث الغربي، إلا أن عدم وجود اضطهادات على الكنيسة في تلك الفترة يلقي بالشك حول صحّة هذا الوصف، هذا بالإضافة إلى أن القديس إيريناؤس لا يسمي إلا القديس تليسفوروس Telesphorus كشهيدٍ من البطاركة الأوائل على كرسي روما.

Butler, September 23.

ليوباردوس الشهيد

احد الخدام المدنيين للإمبراطور يوليانوس Julian، استشهد في روما وتعيّد له الكنيسة الغربية في 30 سبتمبر.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 694.

ليوكاديا العذراء الشهيدة

كانت فتاة من أشراف توليدو Toledo بأسبانيا، وأثناء اضطهاد دقلديانوس عُذِّبت بشدة بواسطة الحاكم الشرس داكيان Dacian الذي ألقاها بعد ذلك في السجن. أثناء ذلك سمعت بسيرة وآلام القديسة يولاليا St. Eulalia من مريده Merida، وتأثَّرت بها وصلَّت أن تُحسَب أهلاً أن تستشهد مثلها على اسم السيد المسيح. استجاب الله لطلبتها واستشهدت في السجن من جراء التعذيب الذي اجتازته، وكان ذلك حوالي سنة 304م.

الشهيدة ليوكاديا هي الشفيعة الرئيسية لمدينة توليدو، وتكرست فيها ثلاث كنائس قديمة على اسمها: واحدة مكان قبرها والأخرى مكان سجنها والثالثة في موضع منزلها.

Butler, December 9.

ليونتيوس الأسقف القديس

كان أحد الأساقفة ألـ 318 الذين اجتمعوا في المجمع المسكوني الأول الذي عُقد بمدينة نيقية سنة 325م، وهو أسقف قيصرية الكبادوك وكان يوصف بأنه قد شابه الملائكة صلاحًا وطهرًا.

في نهاية انعقاده انتدب المجمع لوضع قانون الإيمان المقدس ثلاثة من أبطاله هم: ألكسندروس البابا السكندري وشماسه أثناسيوس بالإضافة إلى ليونتيوس أسقف قيصرية الكبادوك، وبذلك يكون هذا الأسقف أحد واضعي دستور الإيمان الذي تردّده الكنائس كلها حتى الآن ونصه: "بالحقيقة نؤمن بإله واحد... ليس لملكه انقضاء".

قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الأول صفحة 183 و189.

ليونيدس الشهيد

من أبرز شهداء الإسكندرية الذين استشهدوا أيام حكم الإمبراطور ساويرس Severus فيلسوف مسيحي اسمه ليونيدس، كان رجلاً متزوجًا وكان أكبر أولاده السبعة هو العلامة أوريجينوس الذي أحبه بشدة واهتم بتعليمه بكل دقة بنفسه.

حين تأججت نار الاضطهاد ضد المسيحيين في الإسكندرية بقيادة ليتوس Laetus حاكم مصر، قُبِض على ليونيدس وحُبِس. وكان أوريجينوس الذي بلغ من العمر آنذاك سبعة عشر عامًا يشتعل قلبه بشهوة الاستشهاد ومتحمسًا بشدة للسعي نحوه، حتى أن والدته أغلقت على كل ملابسه حتى تمنعه من الخروج، فكتب أوريجينوس رسالة مؤثرة إلى أبيه يحثّه على التقدم بكل شجاعة وفرح لنيل الإكليل المعد له، وأضاف قائلاً: "لا يشغلنَّك أمرنا يا أبي حتى تفكر في تغيير رأيك من أجلنا".

استشهد ليونيدس سنة 202م بقطع رأسه، وصودِرت أملاكه وانحدرت أسرته إلى فقرٍ شديدٍ.

Butler, April 22.

ليونيللا الشهيدة

استشهدت في بلاد الغال Gaul أثناء اضطهاد أوريليان Aurelian، مع أحفادها الثلاثة سبيوسيبّس Speusippus وإيلاسيبّس Elasippus وميلاسيبّسMelasippus. ويقال أنهم كانوا تلاميذ لكاهن اسمه بينيجنوس Benignus، الذي كان قد أرسله القديس بوليكاربوس Polycarp تلميذ القديس يوحنا الحبيب إلى بلاد الغال.

إلا أن هذا الكلام مشكوك فيه، إذ أن بوليكاربوس مات سنة 156م، بينما حُكْم أوريليان بدأ سنة 272م. وربما يكون اسم أوريليان قد كُتِب بالخطأ بدلاً من أوريليوس (ماركوس أوريليوس أنطونيوس Marcus Aurelius Antonios) الذي جلس على العرش سنة 161م، وبذلك يكون استشهاد هؤلاء القديسين أثناء الاضطهاد الرابع الذي عانى منه الشهداء من ليون وفيينا Lyons and Vienne.

وتُعيِّد لها الكنيسة الغربية في السابع عشر من يناير.

A Dictionary of Christian Biography, Vol. III, page 687.

المحتويات

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

قاموس القديسين و الشخصيات حرف م

قاموس القديسين و الشخصيات حرف ك

قاموس القديسين و الشخصيات حرف ل
قاموس القديسين و الشخصيات حرف ل

المحتويات