تفسير سفر ايوب – القمص مكسيموس صموئيل

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب القس مكسيموس صموئيل
السلاسل تفاسير العهد القديم – القس مكسيموس صموئيل
التصنيفات الكتاب المقدس, دراسات في العهد القديم, كتب مقروءة أون لاين
الوسوم مترجم
الأسفار الأسفار الشعرية, العهد القديم, سفر أيوب
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
10MB


مقدمة في الأسفار الشِعرية والحِكَمية

أسفار موسى الخمسة : تقدم الله الذي خلق الإنسان ويرعاه وهو القدوس معطي الناموس لكن الإنسان سقط تحت دينونة الناموس في حاجة إلى مخلص من الفساد.

الأسفار التاريخية : تقدم الله ضابط التاريخ، وتقدم قواد من قضاة ثم ملوك يوجد البعض منهم أشرار مثل ملوك المملكة الشمالية والبعض قديسين مثل معظم ملوك المملكة الجنوبية، ووعد الله لداود بأن يقيم من نسله ملوكا إلى الأبد وهذا لم يتحقق  إذ كل الملوك ماتوا إلا في ربنا يسوع المسيح الذي ليس لملكه انقضاء.

الأسفار الشِعرية والحِكَمية : تقدم مفهوما روحيا لعلاقة الإنسان مع الله فتقدس كل عاطفة للإنسان من خلال الله.

  • ففي سفر أيوب : أن المعركة هي بين الله وإبليس، وكيف يجرب الإنسان بسماح من الله لكي يكلل في النهاية ويكافأ بأضعاف ما كان له ويرتفع فوق الزمنيات.
  • وفي سفر الأمثال : تقدم أم الملك نصائح في شكل أمثال سهلة الحفظ حتى يتحفظ بها الملك كما الفقير حتى يسلك في الطريق باستقامة.
  • وفي سفر الجامعة : يعرف الإنسان أن باطل الأباطيل الكل باطل ولا منفعة تحت الشمس لكي يتجنب الباطل ويتحد بربنا يسوع المسيح.
  • وفي سفر يشوع بن سيراخ : جاء كامتداد لسفر الأمثال على هيئة أمثال يقتدي الإنسان بها.
  • وفي سفر الحكمة : حيث تتحد النفس كعروس بالحكمة الإلهية وأقنومها وهو ربنا يسوع المسيح.
  • سفر المزامير : فيه يتحول الإنسان المتألم في لقائه مع الله إلى الحياة العذبة المفرحة التي تملئه سرورا وسلاما.
  • وسفر النشيد : حيث تتحد النفس بعريسها السماوي.

الأشكال أو القوالب التي تعبر بها الأسفار الحِكَمية عن ما بها تجيء في ثلاث صور :-

الأمثال.

  1. تشبيهات لها معاني روحية.
  2. مناقشات تعالج مشاكل الحياة.

دور الآلام في الحكمة :-

  1. الآلام هي مدرسة الحكمة كما فعل الله مع أيوب.
  2. الألم هو كتاب ينصحنا دائما.
  3. الألم هو عطية نتقابل فيها مع ربنا يسوع المتألم والقائم من الأموات أيضا.
  4. يقيس الله آلامنا حسب حاجتنا لها.
  5. الحزن والألم هما الحكمة.
  6. الألم والحزن يشفيانا من الخطية.
  7. بدون تجارب لا يخلص أحد.
  8. الألم يجعلنا أبناء لله.
  9. الآلام لا تفقد الإنسان فرحه لأن داود حولت الآلام نفسه إلى حياة تسبيح وشكر.
  10. الآلام ترفعنا من الأرض إلى السماء حيث يشبع الإنسان بالله.

مقدمة في سفر أيوب

معنى اسم أيوب :-

  • في العبرية : مشتق من يأب وتعني محب.
  • في العربية : من آب أو يؤوب بمعنى يتوب أو يرجع.
  • له معاني كثيرة أخرى : تائب، المُبتلي، الُمُجرَب، الصابر، هدف العداوة وذلك لمقاومة أصحابه له.
  • في رسائل تل العمارنة : في الألف الثانية قبل الميلاد، انتشر اسم أياب أي بلا أب أي يتيم.
  • معنى كلمة عوص التي منها أيوب : يعص بالعبرية تعني يعظ إذ اشتهرت هذه الأرض بالحكمة والوعظ.

من نسل من جاء أيوب ؟

الاحتمال الأول : هو من نسل ناحور أخي إبراهيم الذي تزوج ملكة وأنجب عوص.

الاحتمال الثاني : أنه من نسل عيسو من نسل أليفاز بن عيسو من سريته تمناع حيث أنجبوا من أبنائهم ديشان الذي أنجب بدوره ٦ أبناء من ضمنهم عوص.

ما يؤيد هذا الرأي أو الاحتمال الثاني :-

جاء في الترجمة السبعينية أن أيوب هو الملك الثاني من ملوك أدوم وهو يوباب بن زارح (تك٣٦: ٣٣).

وبهذا يكون أيوب أمميا لكنه يعرف الله، وقديما في الألف الثانية قبل الميلاد كان رب الأسرة هو كاهن العائلة يقدم عنها الذبائح وكانت العبادات الوثنية في أيامه هي عبادة الملائكة وهي عبادة قديمة جدا.

قصة السفر :-

أيوب هو شخصية حكيمة تخاف الله وتعرفه معرفة جيدة.

له بنين وبنات وخيرات كثيرة استغلها للخير وكان يقدم لهم ذبائح.

جربه إبليس بإذن من الله ففقد كل أبنائه وبناته وكل خيراته لكنه لم يخطئ إلى الرب بل وأصيب جسده كله بقروح فجلس في التراب.

جاء إليه أصدقاؤه الثلاثة أليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي، سكتوا أول ٧ أيام ثم تكلم كل واحد منهم ورد عليهم أيوب وكل فكرهم حسب اللاهوت التقليدي  في ذلك الزمان أن ما يقاسيه أيوب هو ثمرة خطاياه.

لكن جاء أليهو ابن بوذي من عشيرة آرام وأعطى رأيا صائبا بأن الله قد يجرب الإنسان البار، والآلام ليست للأشرار فقط بل للأبرار أيضا.

ثم تكلم الله حيث جاء بشكل مهيب وسأل أيوب أسئلة عجز أيوب عن الإجابة عنها  مثل :-

أين كنت حينما أسست الأرض ؟

هل تعلم من حدد أبعادها ؟

هل تعلم من مد عليها مطمار لقياسها ؟

إلى أي شيء تستند الأعمدة ؟

من وضع حجر زاويتها ؟ (أي٣٨: ٤- ٦).

ندم أيوب علي تلفظه بأشياء تفوق مستواه (أي٤٢: ٦) فأعاد الله له كل ما فقده أضعافا ومات شبعان أياما (أي٤٢: ١٦).

هدف السفر :-

  • يوضح اهتمام الله برجل أممي وتسجيل سيرته في الكتاب المقدس.
  • يوضح السفر سر الألم لبني البشر.
  • يوضح السفر الفرق بين تعزيات الله وتعزيات البشر.
  • يوضح السفر ثقة أيوب في الله ورعايته له رغم آلامه ورغم عدم معرفته سبب التجربة.
  • يوضح السفر أن الله يهب تعزيات تفوق الآلام مهما كانت هذه الآلام وأن الإنسان له رجاء مهما كان وضعه الراهن من ضيق.
  • يوضح السفر أن هناك أبرار يستطيعوا أن يحتملوا الآلام حتى الموت فيستخدمهم الله كنموذج للضعفاء حتى يزدادوا قوة واحتمالا.
  • يوضح السفر كيف استفاد أيوب من تجربته رغم فقدانه أولاده العشرة (٧أولاد و٣ بنات) وكل ممتلكاته ولم يستفد إبليس شيئا، بل أن أيوب أصبح أكثر صلاحا وقوة.
  • يوضح السفر مكافأة أيوب من الناحية اليمينية وقد جاءت نتيجة صبره من الناحية اليسارية على كل ما أصابه من فقدان كل بنيه وقروح جسمه من رأسه إلى أسفل قدميه وفقدان كل خيراته لكنه لم ييأس.

سمات السفر :-

  1. الشيطان يرى أن الإنسان يخدم الله لأجل هبات الله له (أي١: ٩- ١١؛ ٢: ٤- ٥).
  2. يقدم السفر الإيمان العقيدي الحي بالله وليس الفلسفي الذي كان يؤمن به أصحاب أيوب الثلاثة خصوصا عدل الله وهو إيمان نظري يدمر من حوله.
  3. يكشف السفر عن قِدمه إذ أنه لم يكن للكهنوت اللاوي وجود ولا للأمة اليهودية ولا الذبائح الخمسة فهو يرجع إلى عصر ما قبل موسى إلى عصر الآباء، وقد يكون أقدم أسفار الكتاب المقدس حسب بعض الدارسين.
  4. يكشف المفسر عن الله محب الحوار وسامع له فقد سمح لإبليس أن يتهم أيوب أنه يتبع الله لأجل هبات الله له وثبت مع تجربته له بر أيوب، وأيضا حوار أصحاب أيوب الثلاثة أثبتوا خطأ اعتقادهم بأن الألم مصاحب أو نتيجة للخطية.
  5. الله قريب من أولاده حتى لو سمح لهم بالتجارب فهو يعمل ذلك لتزكيتهم وأن من يجاهد قانونيا هو الذي يأخذ الجعالة والإكليل، والله لا يدع إبليس يجرب أحد فوق ما يحتمل.

يقدم السفر وهو عبارة عن قصيدة شعرية خمس حقائق :-

  1. عن علم اللاهوت البدائي : وهو صفات الله المجيدة خلال الإسهاب والوقار والفصاحة، كمالات الله، حكمة الله التي لا توصف ولا تقاوم، مجد الله الذي لا يدرك، عدل الله الذي لا يُلغى، عظمته التي لا يعبر عنها.
  2. يقدم السفر عينات من الأممين المخلصين لله مثل أيوب الذي هو ليس من شعب الله.
  3. يقدم السفر ويعالج مشكلة نجاح الأشرار ونكبات الأبرار الذين يحتاجون إلى الصبر حتى يميز بين الحنطة والتبن.
  4. يعطي مثالا للصبر والعلاقة الوثيقة بالله وسط النكبات الشديدة.
  5. أيوب رمز لربنا يسوع بقدر ما فقد من مجده وممتلكاته بقدر ما تمجد أضعافا مثال لربنا يسوع الذي بقدر ما تنازل بإرادته عن مجده وأهين وصلب بقدر ما نال من مجد في قيامته وصعوده كل هذا لأجل خلاص البشر (عب١٢: ٢).
  6. أيوب كان كاملا، كمالا نسبيا حسب البشر، يتبع الله ويحيد عن الشر، والكمال هو في الأولين بالإيمان وفي الآخرين هو بالسلوك وإن كان الأولين أيضا لهم سلوك يدل على عظم إيمانهم بالله، فأيوب كان أمينا مع الله ومع الناس ومع نفسه، وهو من الرجال الثلاثة المباركين وهم نوح ودانيال وأيوب (حز١٤: ١٤- ٢٠).

أيوب والبر الذاتي : كان هنا قصور في حياة أيوب هو إحساسه أنه كامل إذ كان يقدم ذبائح عن أولاده ربما يكونوا أخطئوا أما عن نفسه فلا يقدم إذ كان هذا الإحساس ناتج عن بر ذاتي عنده وليس مصدره الله، وهذا السبب كان نقطة ضعف استطاع بها أن يجد المشتكي إبليس شكاية أو عيب لكي يجربه وإن كان بر أيوب فيه إشارة أو رمز لبر ربنا يسوع المسيح، لكن في نهاية السفر عندما ظهر له الله لم يستطيع أن يثبت بره فاتضع إذ كان يعتبر نفسه كنبي في وسط شعبه الأممي.

الدخول من الباب الضيق : كان أيوب يعيش في حياة رغدة وكأنه في الفردوس كل شيء سهل والخير وفير، لم يحمل صليبا فأراد الله أن يجعل منه رجلا يحمل صليبا حتى ينقيه من بره الذاتي ويذوق الباب الضيق لأنه كان يريد أن يدخل الملكوت من الباب الواسع.

المعزون المتعبون : كان أصدقاء أيوب الثلاثة معزين متعبين للآتي :-

  1. جاءوا ليدينوه لا ليعزوه.
  2. فهموا معنى الألم بأسلوب خاطئ أنه بسبب الخطية.
  3. كان أسلوبهم بشري وتفكيرهم عقلاني.

حمل أصدقاء أيوب الثلاثة اتجاهات خاطئة في رؤيتهم لكارثة أيوب :-

  • أليفاز حمل فكر الرجل المختبر ذو الخبرة الشخصية (أي٤١: ٢٨).
  • بلدد الشوحي حمل العنف والشدة وخبرة الآباء القدامى والأجداد (أي٨: ٨).
  • حمل صوفر النعماتي الحرفية الناموسية القاتلة (أي١١: ١٤، ١٥).
  • لكن أليهو حمل الفكر الروحي رمز للوسيط الإلهي.

حمل أيوب روح التذمر على قضاء الله : اعترض أيوب على حكم الله غير مُسلم بقضاء الله، غير عارف أن الله سمح بذلك ليرد له كل شيء مضاعفا وأن الله يعمل لمصلحة الإنسان وليس ضده، فالله لا يحمل عداوة مثل البشر لأي شخص مهما كانت إساءته لأنه خليقته بل الذي حمل العداوة والشكوى هو إبليس.

ضعف إبليس المتظاهر بالقوة : يظهر إبليس نفسه بالقوة ويتفاخر بها ويصفه السفر أن جانبيه نحاس وظهره حديد مسبوك وأحشاءه حجارة صنفرة، هو يشتكي ضد أولاد الله ولا يدري أنه بهذا سينجح أولاد الله ويمتلئ هو بالمرارة أكثر ويظهر على حقيقته أنه مجرد ثعلب صغير (نش٢: ١٥).

 الحدود والمجال الذي يدور فيه سفر أيوب :-

هو الحدود الضيقة أن الله عادل يعطي البار الحياة السارة والشرير حياة بائسة في هذا العالم، لكن الله عادل في كل وقت وديان سيدين المسكونة، إذ نسى أصحاب أيوب أو لم يعلموا أن هناك في الأبدية جزاء لكل عمل وعدل، فإذا كان العالم وضع في الشرير فيصيب البار نصيب الشرير أحيانا والشرير يصيبه نصيب البار في الحياة في أمان لكن في الدينونة سيحدث العكس سيعطي كل واحد كحسب أعماله وهذا واضح في قصة الغني ولعازر

(لو ٦). فإن كان الله سمح بإصابة أيوب البار بنصيب الأشرار لكن لكي يعطيه نصيب مضاعف، لكن قد لا يصيب الأبرار في هذه الحياة هذا النصيب لكن سيعطى لهم في الحياة الأبدية والشرير ستؤجل عقوبته إلى الدينونة (مز١١: ٢).

كاتب السفر وتاريخ كتابته :-

كاتب السفر غير معروف ربما يكون أيوب نفسه أو أليهو.

حاول البعض افتراض كتاب كثيرين لكن وجدت ردود لكل افتراض.

فالسفر كتب في عصر قريب من عصر الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب حين كان الكهنوت لرب الأسرة والعائلة يقدم ذبائح عن أسرته وهذا ما فعله إبراهيم وإسحق ويعقوب.

ولهذا لم يشر السفر لموسى النبي أو الخروج، ولم يشر إلى الهيكل أو ملوك إسرائيل أو يهوذا أو السبي فلهذا باءت كل الافتراضات بالفشل.

افتراضات الأزمنة المختلفة والرد عليها :-

  1. افترض البعض أن موسى هو كاتبه في أرض مديان ليعزي به شعبه الذي كان تحت الاضطهاد من فرعون لكن لماذا لم يشر إليه موسى أو الكُتاب الذين بعده مثل يشوع أو القضاة أو صموئيل وغيرهم؟ متكلين في افتراضهم وجود اسم يهوه الذي سمي به الله نفسه عندما ظهر لموسى في العليقة (أي١٢: ٩، خر٦: ٣)، وأن الله كان معروفا في عصر الآباء بالله القدير (شاداي) لكن هذا ليس دليلا فالله مسمى بكل هذه الأسماء لكن إعلانه لها غير مرتبط بزمن معين.
  2. افترض البعض أن كاتبه هو سليمان لاهتمام سليمان بالحكمة والكتابات الشعرية الحكيمة لكن لماذا لم يشر إلى نفسه كما أشار في سفر الجامعة؟ وأيضا أشارت الأسفار في ملوك أول وأخبار ثاني لكتابات سليمان ولم يكن هذا السفر ضمن ما ذكر عن كتاباته.
  3. افترض البعض أن كاتب السفر ربما يكون أحد الشعراء ووصل إلى إسرائيل في عهد صموئيل أو داود أو سليمان وظهر في أيام السبي، أو أحد الأنبياء مثل إشعياء أو إرميا أو باروخ متكلين على سماح الله لهم بالسبي، لكن يرد عليهم أن كارثة أيوب كارثة شخصية وليس كارثة تخص اليهود وأمتهم بل أن أيوب نفسه أممي، ولم يشر إلى السبي بأي شكل.

اختلاف الحاخامات اليهود على زمن كتابة سفر أيوب :-

  1. اعتبره بار كابارا أن أيوب عاش في عصر إبراهيم.
  2. اعتبره أبا كاهانا أن أيوب عاش في عصر يعقوب وتزوج أيوب دينة ابنة يعقوب.
  3. اعتبر ر. ليفي أنه كتب أثناء ذهاب يعقوب إلى مصر وأن أيوب مات قبل خروج بني إسرائيل.
  4. اعتبره البعض مثل ليفي ب. لاهاما أن أيوب عاش أيام موسى النبي وهو (موسى) الذي كتب السفر.
  5. اعتبره رابا أنه كتب أثناء إرسال موسى لتجسس أرض الميعاد.
  6. اعتبره البعض أنه يهودي وهو أحد العائدين من السبي.
  7. اعتبره البعض أنه خصي فرعون مصر أيام موسى النبي.

سفر أيوب هو قصة تاريخية واقعية :-

وذلك للأسباب الآتية :-

  1. حدثت أحداثه في أرض عوص في موقع متواجد على خريطة تلك الحقبة من الزمان.
  2. أصدقاء أيوب الثلاثة : أليفاز من نسل عيسو (تك٣٦: ١١)، وبلدد من نسل إبراهيم وقطورة (تك٢٥: ٢)، وصوفر من أرض نعمان، وأليهو من نسل ناحور أخي إبراهيم (تك٢٢: ٢١).
  3. الحوار بين الشيطان والله تعرف عليه الكاتب من خلال الوحي الإلهي.
  4. ليس من طبيعة العبرانيين أن ينسجوا أبطال قصصهم من وحي الخيال لكن من التاريخ المقدس لشعبهم أو للمناطق التي حولهم.

فقد أشار إلى السفر معلمنا يعقوب الرسول (يع٥: ١١)، وأيضا أشار إليه معلمنا بولس الرسول في (١ كو٣: ١٥، أي٥: ١٣).

يوضع في القسم الثالث من الأسفار العبرية القانونية المسماة الكتبهيم بعد المزامير والأمثال وفي الترجمة السبعينية في مقدمة الأسفار الشعرية.

وضع علماء اللاهوت الكتابي العبري سفر أيوب مع المزامير والأمثال في نظامهم الماسوري سفر أيوب له علامات ترقيم منذ القدم لإظهار سماته الشعرية.

 أيوب والعطاء :-

اهتم بعض التلموديين اليهود بشخصية أيوب واعتبروه أنه أقام فندقا للغرباء له ٤ أبواب تفتح على ٤ جهات حتى يستطيع الغرباء والتائهين أن يجدوه إذا أتوا من أي جهة من الجهات الأربعة.

وأيضا اهتم بالعطاء للفقراء وافتقادهم والأرامل والأيتام.

تقوى أيوب عندهم مثل ملكي صادق وأخنوخ بلا لوم بعيد عن أي تصرف مشين، صاحب صلوات طاهرة.

وهو من السبع شخصيات التي كُتبت على المنارة الذهبية حسب ما ذكر الترجوم.

اعتبر بعض الرابيين أن عطاءه يفوق عطاء إبراهيم.

أيوب رمز لربنا يسوع المسيح :-

  1. آلام أيوب هي رمز وظلال لآلام ربنا يسوع، والبركات التي نتجت من هذه الآلام هي ظلال للبركات التي نتجت من آلام ربنا يسوع.
  2. أيوب ليس يهوديا لكنه على دراية بالوعود الإلهية وبالخلاص والقيامة والمجد الذي سوف يقوم بها ربنا يسوع في العهد الجديد (أي١٩: ٢٥- ٢٧)، وقد تسلمها بالتسليم الشفاهي.
  3. تعرض كل من ربنا يسوع وأيوب كل زمانه للتجارب وانتصر عليها.
  4. كل من ربنا يسوع وأيوب تخلى عنه أصحابه في وقت تجاربه.
  5. تنبأ أيوب عن المُصالح الذي يصالحه على الله ويضع يديه على كليهما أي الله وأيوب وهو شخص ربنا يسوع، وقد بدأت المصالحة بآلام ربنا يسوع منذ يوم أربعاء البصخة حيث يوضح ميمر أيوب الذي يقرأ فيه ذلك.
  6. كل من ربنا يسوع وأيوب انتصر على التجارب، فربنا يسوع تألم ومات لكنه قام حيا، وأيوب باركه الله في آخرته وأعطاه أكثر مما كان له ومات شيخا شبعان أياما.
  7. كل من أيوب وربنا يسوع قدم شفاعة خلال الذبيحة، فأيوب قدم ذبائح دموية ليشفع في أصحابه أما ربنا يسوع فقدم نفسه ذبيحة حية عن العالم كله بصلبه وموته وقيامته.
  8. المحتوى الحقيقي لسفر أيوب هو سر الصليب الذي ظهر بواسطة ربنا يسوع المسيح في العهد الجديد.

سفر أيوب والفولكلور القبطي :-

حيث يعتقد أن أيوب استعمل نبات الرعراع وهو نبات عطري من فصيلة النعناع واستحم به فبرأ فلهذا يشتريه الأقباط في أربعاء البصخة ويستحموا به على مثال أيوب إذ يعتقد أن فيه خاصية الشفاء لأن به مواد أو زيوت عطرية طيارة.

أيوب في كنيستنا القبطية :-

تعيد الكنيسة بتذكار شفاء أيوب من مرضه في ١ توت كما في تذكار نياحته في   ٢ بشنس من السنة القبطية.

تتلى نبوات أيوب في فترة الصوم الكبير ويذكر اسمه في سر مسحة المرضى خصوصا في جمعة ختام الصوم.

تذكره الكنيسة في مجمع التسبحة في تسبحة نصف الليل بقولها: اطلبوا عنا يا صفوف الأنبياء والأبرار والصديقون، اطلب عنا أيها الصديق أيوب، اطلبوا عنا يا يواقيم وحنة ويوسف الشيخ والصديق أيوب ويوسف ونيقوديموس ليغفر لنا خطايانا.

تذكره تسبحة نصف الليل أيضا في القطعة الثامنة من ثيؤطوكية الأحد بقولها: السلام لك يا مريم ثبات أيوب البار في طقس التمجيد:

Xere ne Mari`a > `ptajro `nIwb pi`qmhi .

تذكره ذكصولوجية الصوم الكبير بقولها: بالصوم والصلاة تراءف الله على عبده أيوب ومنحه الشفاء.

تضع الكنيسة في البصخة المقدسة يوم الأربعاء وتسميه باسم أيوب أي أربعاء أيوب نظرا لما قاساه من تجارب إشارة ورمز لخيانة يهوذا التلميذ الخائن وتقرأ فيه ميمر أيوب حيث يرمز لتآمر يهوذا مع رؤساء الكهنة على تسليم ربنا يسوع بــ ٣٠ من الفضة.

سفر أيوب والمباحثات الثلاثة مع أصحابه والحوار الأخير مع الله :-

صُلب السفر هو مباحثات أيوب مع أصحابه الثلاثة وهم أليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وملخص المباحثات بالترتيب هو :-

المباحثة الأولى (أي٤: ١٤) :-

أليفاز (أي٤، ٥) :-

  1. اعتمد على خبرته الشخصية ورؤى الليل التي يراها.
  2. كان هو المتقدم في كل الحوار وهو أكبر أصحاب أيوب سنا.
  3. هيأ الجو بتقديم نظريته وهي أن البر يجلب السعادة الزمنية والخطية تجلب النكبات الزمنية وقد طبق ذلك على أيوب كالآتي :-

آلام أيوب بسيطة تتناسب مع شروره، وقد لام أيوب في :-

  1. كآبته لشعوره بالظلم من قِبل الله (أي٤: ٢- ١١).
  2. عدم صبره (أي٤: ١٢- ٧: ٥٩).
  3. عدم توبته عن خطاياه الخفية (أي٥: ٨- ٢٧).

رد أيوب (أي٦- ٧):-

تساؤله عن عدل الله.

ثورته الداخلية بسبب عدم وجود خطية غير معتادة وإن كان يعترف أنه خاطئ.

أن أصدقاءه في توبيخهم غير مترفقين بحالته (أي٦: ١٤- ٣٠).

وجه نظره إلى الله ليجدد مرثاته (أي٧: ١- ٢١).

بلدد الشوحي (أي ٨) :-

  • اعتمد على التقليد البشري وحجة القدامى.
  • عديم المبالاة ببؤس صديقه أيوب.
  • تجاهل عدم ترفقهم بحالة أيوب.
  • أكد نظرة أليفاز عن عدالة الله.
  • ختم حديثه بكلمات مختصرة مبهجة لكنها غير لائقة (أي٨: ٢٠- ٢٢).

رد أيوب على بلدد الشوحي (أي٩، ١٠) :-

  • قدم نفسه لأصحابه ثم وجه حديثه لله.
  • سخر بحديث بلدد في الافتتاحية والختام.
  • شكى لله معاتبا إياه لكنه لم يجدف عليه.
  • عدم قدرة إبليس أن يدفعه إلى التجديف على الله.

صوفر النعماتي (أي ١١) :-

  • اعتمد على الناموس الحرفي القديم.
  • أثار دفاع أيوب بقوة عن براءته أمام أصحابه الثلاثة.
  • دان أيوب بالشر نيابة عن أصحابه الثلاثة.
  • ختم حديثه بإمكانية الإصلاح بالتوبة وضمان الرخاء.

رد أيوب على صوفر (أي١٢- ١٤) :-

  • هاجم جهالة مشيريه منتقدا إياهم.
  • أبرز حق الصداقة في التعزية وليس في التحطيم ثم أكمل كلامه مع الله (أي١٣: ٢٠- ١٤: ٢١).
  • استغاثة أيوب بالله وإشراق الرجاء عليه وبإيمانه تحدى الهاوية بروح النصرة.

المباحثة الثانية (أي١٥- ٢١) :-

أليفاز (أي ١٥) :-

  • خلقت المناظرة السابقة الجفاء عوض الصداقة.
  • نسى أليفاز مبادئ الكياسة والأدب البدائي.
  • أكد فلسفته وقدم اتهامات جديدة ضد أيوب.

رد أيوب (أي١٦- ١٧) : تحول أيوب من الحديث مع أصحابه إلى الحديث مع الله مع توجيه اللوم لهم بقوله “معزون متعبون كلكم” (أي٦: ٢).

بلدد (أي ١٨) :-

اعتبره يسقط برجليه في شبكة الموت بغيظه وأنه تلحق به ويلات الأشرار.

رد أيوب (أي ١٩) : لجأ إلى الله بسبب أحكام أصحابه الوحشية وأحس أن الله هو الصديق السماوي المتعاطف معه (أي١٩: ٢٣- ٢٩).

صوفر (أي ٢٠) :-

أكمل أنشودة الرجل الشرير على أيوب ناظرا إلى المزبلة التي وصل إليها بشره.

رد أيوب (أي ٢١) : أن أصحابه جحدوه ولم ينظروا إلى إخلاصه وأمانته لكن ناظرين إلى كوارثه فقط دون إيجاد حلا لها.

رأى أيوب بروح الرجاء أن أبرارا متألمين وأشرار متنعمين (أي٢٠: ٢٦).

المباحثة الثالثة (أي٢٢- ٤٠) :-

أليفاز (أي ٢٢) :-

جدد الاتهامات ضد أيوب صراحة مطالبا إياه بالتوبة.

رد أيوب (أي٢٣- ٢٥) :-

فند أيوب آراء أليفاز بأن لا أساس لها من الصحة ولخص ما قاله سابقا في (أي ٢١).

تكلم متأملا في عدالة الله في تعامله معه كرجل بار (أي ٢٣) وفي معاملاته مع الشرير

(أي ٢٤).

بلدد (أي ٢٥) :-

  • تحاشى الدخول في حوار والرد على أيوب (أي٢٤- ٢٥).
  • كرر ما قاله أصحابه وأن الإنسان لا يتزكى أمام الله.
  • قدم حديث وقور لكنه ليس له علاقة بالموضوع.

رد أيوب (أي ٢٦) :-

أكد حكمة الله في كل طرقه وأن ما يقدمه بلدد هو أداة لإبليس وليس دفاعا عن الله.

صوفر :-

إذ فشل صوفر صمت عن الحوار.

تعليم أيوب لأصدقائه الصامتين (أي٢٧- ٢٨):-

حيث اعتبر أن اتهامات أصحابه هي من وحي الشيطان وليس من الله.

اعتراض أيوب (أي٢٩- ٣١) :-

حيث قدم ما قد قام به من أعمال حسنة لكنه انهار وسط كلامه (أي ٣٠)، ثم عاد وأكمل عن أعماله الصالحة لكل المجتمع.

حديث أليهو (أي٣٢- ٤٢) : قدم أليهو أربعة أحاديث :-

الحديث الأول (أي٣٢، ٣٣):-

  • التزامه بالتدخل.
  • احتمال ما سبق فقاله أصحاب أيوب الكبار سنا.
  • دعى أيوب للحوار معه وعاتبه على استخدام ألفاظ عنيفة.

الحديث الثاني (أي ٣٤):-

  • دعوة لكل الحاضرين للاستماع.
  • الرد على تبرير أيوب لنفسه.
  • قدرة الله وأحكامه وكيفية الحديث مع الله.

الحديث الثالث (أي ٣٥):-

  • أيوب يظن أنه أبر من الله.
  • هل البر لا ينفع والشر لا يضر؟
  • الله ليس في حاجة لبرنا وهو الذي نصرخ إليه في ضيقاتنا بلا تذمر.

الحديث الرابع (أي ٣٦):-

  • طرق معاملة الله مع أولاده.
  • قدم مشورة صالحة لأيوب.
  • الله يعلم ولا يلزم بتعاليمه والله عظيم في أعماله.

الحديث الأخير مع الله (أي٣٧- ٤٢):-

  • مقدمة الحديث بحدوث رعد وبرق وأمطار وثلج.
  • أوضح الله أن أيوب غير مؤهل للحكم على عناية الله وأن الله كامل وعظيم ومهوب.

أسئلة الله لأيوب عن الخليقة وهي :-

  • سؤاله عن خلقة الأرض وحدود البحار وبروز نور الفجر.
  • سؤاله عن ظل الموت والظلمة وعن السحب والبرد والرعد.
  • سؤاله عن الكواكب وعملها على الأرض وعن قوة الله في الجو والظواهر الطبيعية.
  • سؤاله عن عناية الله بالحيوانات مثل الوعول والأيائل والحمار الوحشي والثور الوحشي والنعامة والعقاب والنسر.
  • محاولة الإجابة من أيوب وبدء الحديث الثاني تكملة ما سبق (الحديث الثاني لله).
  • سؤاله عن من يقف أمام لوياثان ووصفه له.

وحدة السفر والرد على الاعتراضات الموجهة نحوه :-

الاعتراض : أن أحاديث أليهو في الإصحاحات (٣٢- ٣٧) تبدو أنها وضعت مؤخرا للأسباب الآتية :-

  1. لم يذكر السفر أليهو لا في المقدمة ولا في خاتمته.
  2. أن أحاديثه لم تختلف عن أحاديث أصحاب أيوب الثلاثة.
  3. جاءت أحاديث أليهو تعترض انسجام السفر كوحدة شعرية بلا معنى.
  4. أن يهوه أجاب أيوب وليس أليهو كما في (أي٣٨: ١).

الردود :-

  1. لم يذكر أحاديث أليهو في مقدمة السفر لأنه شاب وجاء دوره آخر الأحاديث، ولم يذكر في الخاتمة لأنه في دوره جاءت أحاديثه ممهدة الطريق لأحاديث الله.
  2. اختلف أليهو في أحاديثه عن أصحاب أيوب الثلاثة إذ أنه أدان أيوب على اتهامه الله بالظلم رغم أنه حاول أن يبرر موقف أيوب (أي٣٢: ٣٣)، وأيضا اختلف عن أصحاب أيوب بأنه قال أنه من الممكن أن يتألم الأبرار لأجل تزكيتهم وقد كان دوره في أحاديثه أنه يمهد لأحاديث الله مع أيوب، ولم تقطع أحاديث أليهو وحده السفر حيث أن فكره عكس فكر أصحاب أيوب الذين عندهم الألم مصاحب للخطية ولولا أحاديثه لكانت أحاديث الله تظهر فجائية دون تمهيد.
  3. أجاب الله أيوب وليس أليهو لأن المتألم هو أيوب وهو موضوع السفر كما أن أحاديث أليهو لا يوجد فيها ما يدان عليها.

الاعتراض : جاء موضع كوارث الأشرار (أي٢٧: ٧) مكرر إذ أتى أيضا في  (أي ٢٠).

الرد : الحديث متناغم مع ما قبله بل جعله واضحا.

أكد أصحاب أيوب عداوتهم له فلهذا أراد أيوب تأديبهم لأن عداوتهم له بلا سبب  أو مبرر وقد كان أيوب على ثقة بتدخل الله ليرد له عن موقفه.

في النصوص القديمة عامة يؤكد الفكرة بتكرارها أكثر من مرة حتى يكون الرد عليها في كل مرة أكثر استفاضة عن ما سبق.

الاعتراض : الحديث عن الحكمة في إصحاح ٢٨ قطع ترابط الإصحاح ٢٨ مع إصحاح ٢٩ وأنه حديث غريب عما قاله أيوب سابقا وعن حزنه ومرارة نفسه.

الرد : يرد على ذلك بأن أصحاب أيوب ظنوا أنهم أصحاب حكمة فأراد أيوب أن يظهر أنهم محتاجون لتأديب إلهي بسبب عاداتهم الباطلة، ويظهر في هذا الجزء ما وصل إليه أيوب من يأس لكنه ينتظر إشراق شمس الرجاء بعمل الله معه.

الاعتراض : يرى البعض أن المقدمة والخاتمة وضعوا في وقت متأخر عن السفر.

الرد : بدون المقدمة والخاتمة لا معنى لكل السفر والحوارات التي دارت فيه.

الاعتراض : استخف البعض بأقوال الرب في (أي٣٨- ٤١) وخصوصا عن بهيموث (أي٤٠: ١٥- ٤١: ٣٤) كعنصر مربك لا لزوم له.

الرد : لو حذفت أقوال الله في العاصفة تصبح مشكلة الألم بلا حل وتفقد السفر أفضل ما فيه.

ومن الناحية الأدبية تحمل هذه الفقرات انسجاما أدبيا صعب حذفه من السفر.

أهم الآباء الذين فسروا هذا السفر :-

  • القديس يوحنا ذهبي الفم.
  • والقديس إغريغوريوس الكبير.
  • والقديس هيسيخيوس الأورشليمي.

أقسام السفر :-

  • مقدمة (ص١- ص٢).
  • مرثاة أيوب (ص ٣).
  • حوار بين أيوب وأصدقائه (ص٤- ص٣١).
  1. الحوار الأول (ص٤- ص١٤).
  2. الحوار الثاني (ص١٥- ص٢١).
  3. الحوار الثالث (ص٢٢- ٣١).
  • أربع خطب شعرية لأليهو (ص٣٢- ص٣٧).
  • حوار الله الشعري مع أيوب (ص٣٨- ص٤٢).
  • الرب يرد على أيوب (ص٣٨- ص٤١).
  • إجابة أيوب على الله (ص٤٢: ١- ٦).
  • أيوب يستعيد ما فقده (ص٤٢: ٧- ١٧).
  [pt_view id="aa2d703e20" tag="كتاب تفسير سفر ايوب - القمص مكسيموس صموئيل" field=name]